قدمت شركة إنفيديا، الرائدة في إنتاج شرائح الذكاء الاصطناعي، تقرير أرباح مذهلاً قد يتمنى العديد من الشركات أن تكون في مكانها، إذ ارتفعت المبيعات بنسبة 122% في الربع الثاني، وتضاعفت الأرباح، أما التوقعات للربع الحالي فهي قوية.
باختصار.. الأرقام كانت رائعة، ومع ذلك، تراجعت أسهم إنفيديا بنسبة 7% بعد صدور تقرير الأرباح مساء الأربعاء، وظلت منخفضة يوم الخميس، بالنسبة لسهم ارتفع بأكثر من 150% خلال العام فإن هذا الانخفاض ليس مدعاة للقلق، لكن هذا التراجع يحمل الكثير عن وول ستريت أكثر مما يعكسه عن إنفيديا.
لقد كانت وول ستريت محاطة بهالة الذكاء الاصطناعي لأكثر من 18 شهراً، حيثما يرى المستثمرون إمكانيات ربح من الذكاء الاصطناعي، فإنهم يلقون الأموال.
كانت إنفيديا التي كانت في السابق شركة متخصصة في صناعة الشرائح الحاسوبية أكبر المستفيدين من هذه الحمى الاستثمارية، وعلى مدى السنوات الخمس الماضية ارتفعت أسهمها بنحو 3000%.. وقد استفادت الشركة (التي تُنطق «إن-فيديا») من هذه الموجة لتصبح واحدة من أغلى العلامات التجارية في العالم، محققة تقييماً قدره 3 تريليونات دولار وضعها بين العمالقة مثل أبل ومايكروسوفت.
ونظراً لدور إنفيديا المركزي في سردية الذكاء الاصطناعي، أصبحت تقارير أرباحها ربع السنوية تتمتع بجودة شبيهة بعرض «سوبر بول»، ما أدى إلى إقامة حفلات مشاهدة وميمات وتعليقات متحمسة لا تنتهي.
على مدى العام الماضي، تمكنت الشركة من تجاوز التوقعات في كل مرة تقيم فيها تقاريرها، ما جعل وول ستريت تتوقع غير المتوقع.
لكن بعد ظهر الأربعاء الماضي، عندما صدر تقرير أرباح إنفيديا، ساد نوع من البرود… نعم، تجاوزت إنفيديا التوقعات، لكن -ونحن نعرف كيف يبدو هذا- كان من المتوقع أن تتجاوز التوقعات. وهل تجاوزت التوقعات بقدر ما كان متوقعاً؟
كان الأمر كما لو أن وول ستريت قد اشترت تذاكر لأشهر عرض على برودواي، فقط لتجد أن جميع الأدوار الرئيسية يلعبها البدلاء؛ عرض رائع، عرض مذهل من المواهب على المسرح، يستحق كل التصفيق، لكن لم يكن فيه السحر الذي كانت تتمتع به الفرقة الأصلية.
هذه اللمسة من خيبة الأمل لم تكن الشيء الوحيد الذي يثقل كاهل مستثمري إنفيديا.
العائد من الذكاء الاصطناعي
مع تلاشي حماسة الذكاء الاصطناعي الأولية، أصبحت وول ستريت (أخيراً) أكثر وضوحاً بشأن القيمة الحقيقية للتكنولوجيا، والأهم من ذلك، كيف ستدر الإيرادات الفعلية للشركات التي تروج لها.
كما كتبت زميلتي كلير دافي في وقت سابق من هذا الشهر، لا يزال لدى الشركات الكبرى في مجال التكنولوجيا قليل جداً لتظهره من جميع مليارات الدولارات التي أنفقتها على الذكاء الاصطناعي، وبدأ المستثمرون يشعرون بالتوتر.
لدينا «شات جي بي تي» و«جيميني»، وهما مثيران للإعجاب بما فيه الكفاية، ولكن ليسا بالضبط كما تم الترويج لهما، كل ما يريده الناس من الذكاء الاصطناعي الآن هو جعل المهام اليومية أقل إزعاجاً، لكن شركات التكنولوجيا تستمر في دفع منتجات تأخذ جوانب ممتعة من الإنسانية -مثل كتابة رسائل المعجبين مع أطفالك، أو صناعة الموسيقى أو الرسم- وتفوضها إلى روبوت.
أخبار جيدة وأخرى سيئة لمستثمري إنفيديا
هناك البعض في وول ستريت ممن يشتبهون في أن هوس الذكاء الاصطناعي قد يكون فقاعة على وشك الانفجار، ولكن شركة إنفيديا نفسها ليست مجرد شركة ناشئة تروج لوعد بثورة الذكاء الاصطناعي.
إذا اعتبرنا جنون الذكاء الاصطناعي نوعاً من حمى الذهب، فإن إنفيديا هي الشركة التي تصنع الفؤوس والمجارف، كانت منتجاتها مفيدة قبل أن يصبح الذكاء الاصطناعي هوساً -حيث كانت شرائح إنفيديا مطلوبة من قبل لاعبي الألعاب منذ عقود- وستظل مفيدة بعد أن يصبح الذكاء الاصطناعي… ما سيصبح عليه. (الإنترنت التالي؟ فقاعة دوت كوم التالية؟ الفارس الرابع من القيامة؟ اختر مغامرتك الخاصة).
كما أشار جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، خلال مكالمة مع المحللين يوم الأربعاء، فإن شرائح الشركة لا تدعم فقط روبوتات الدردشة الذكية، ولكن أيضاً أنظمة استهداف الإعلانات، ومحركات البحث، والروبوتات، والخوارزميات. ويواصل قطاع مراكز البيانات في الشركة دفع ما يقرب من 90% من إيراداتها الإجمالية.
أما الأخبار السيئة المحتملة، فإن إنفيديا تصنع أجهزة معقدة للغاية وصعبة النسخ، وهو ما يفسر لماذا تعتمد عليها حتى أكبر الأسماء في التكنولوجيا، بما في ذلك غوغل وأمازون.. لكن هذا قد لا يستمر إلى الأبد، قد يصبح هؤلاء العملاء الكبار في النهاية منافسين كباراً، حيث إن جميعهم تقريباً يتسابقون لبناء شرائح الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم.
(أليسون مورو CNN)