يتوقع أن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) بإعلان أول تخفيض في أسعار الفائدة منذ أربع سنوات، لكن ماذا يعني ذلك للأسواق؟ وخاصة مؤشر ستاندارد آند بورز 500؟

وفي ما يلي نحلل آثار تخفيض أسعار الفائدة التي حدثت على مدار العقود الخمسة الماضية، لنقدم تلميحاً حول ما قد يحدث عندما يقوم الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة في شهر سبتمبر أيلول.

ويكشف تحليل أداء مؤشر S&P 500 على فترات مختلفة (3 أشهر، 6 أشهر، وعام) بعد أول خفض لسعر الفائدة في سنوات مختلفة، كما حدث في سنوات 1973، 1974، 1980، 1981، 1982، تأثير خفض الفائدة على المؤشر، وفقاً لإصدار شهر سبتمبر من Markets this Month.

عوائد إس آند بي 500 بعد خفض الفائدة

تباينت عوائد مؤشر S&P 500 بعد خفض أسعار الفائدة في فترات مختلفة بعد أول خفض لأسعار الفائدة، وذلك في سنوات متعددة، ففي عام 1973 شهد المؤشر تراجعاً ملحوظاً بعد خفض أسعار الفائدة، حيث انخفض بنسبة 10.2% في فترة الأشهر الثلاثة التالية، و6.2% بعد ستة أشهر، ثم هبط بنسبة 36.0% على مدار سنة كاملة، تُظهر هذه الأرقام تأثيراً سلبياً كبيراً في فترة الركود التي شهدتها الأسواق في ذلك الوقت.

على النقيض، في عام 1974 سجل المؤشر نتائج متفاوتة بعد خفض أسعار الفائدة، فقد تراجع بنسبة 14.7% في الأشهر الثلاثة الأولى، و15.3% بعد ستة أشهر، إلا أنه شهد انتعاشاً إيجابياً بنسبة 7.5% بعد مرور عام، يُشير ذلك إلى تحسن ملحوظ في الأداء على المدى الطويل رغم البداية السلبية.

في عام 1980، حقق المؤشر أداءً إيجابياً بعد خفض أسعار الفائدة، حيث ارتفع بنسبة 15.0% خلال الأشهر الثلاثة التالية، و28.9% بعد ستة أشهر، ثم حقق نمواً ملحوظاً بنسبة 30.3% بعد مرور عام، تعكس هذه الأرقام تعافياً قوياً للسوق بعد التخفيف النقدي.

بالمقابل، في عام 1981 واجه المؤشر تراجعات جديدة بعد خفض أسعار الفائدة، فقد انخفض بنسبة 11.0% في الأشهر الثلاثة الأولى، و7.9% بعد ستة أشهر، واستمر في الهبوط بنسبة 17.8% على مدار سنة كاملة، يعكس هذا الأداء صعوبة السوق في التكيف مع التغييرات في السياسة النقدية خلال تلك الفترة.

وأخيراً، في عام 1982 شهد المؤشر تحسناً كبيراً بعد خفض أسعار الفائدة، حيث سجل انخفاضاً طفيفاً بنسبة 4.8% في الأشهر الثلاثة الأولى، ولكنه سرعان ما تعافى ليحقق زيادة بنسبة 17.4% بعد ستة أشهر، و38.5% بعد مرور عام، تعكس هذه النتائج انتعاشاً قوياً في السوق بعد تخفيض أسعار الفائدة.

وتُبرز هذه البيانات التباين في استجابة الأسواق لتخفيض أسعار الفائدة عبر السنوات، ما يسلط الضوء على أهمية الظروف الاقتصادية والأحداث العالمية في تشكيل أداء مؤشر S&P 500.

فقد كان هناك تباين كبير في العوائد بين السنوات المختلفة، ففي بعض السنوات (مثل 1980 و1982) شهد المؤشر عوائد إيجابية قوية بعد خفض الفائدة.

وفي سنوات أخرى (مثل 1973 و1981) شهد المؤشر عوائد سلبية مستمرة.

وكانت أكبر العوائد الإيجابية للمؤشر في عام 1982، حيث بلغت 38.5% بعد سنة من خفض الفائدة.

أما أكبر الخسائر لعوائد المشر فقد كانت في عام 1973، حيث بلغت -36.0% بعد سنة من خفض الفائدة.

ويظهر ذلك الأداء على مختلف السنوات تباين أداء المؤشر، إذ يوضح أن تأثير خفض أسعار الفائدة على سوق الأسهم يختلف بشكل كبير حسب الظروف الاقتصادية والسوقية الأخرى.

ونستنتج من ذلك أن خفض أسعار الفائدة لا يضمن دائماً أداءً إيجابياً لسوق الأسهم، وأن التأثير طويل المدى (بعد سنة) يبدو أكثر تبايناً من التأثير قصير المدى، كما أن العوامل الاقتصادية الأخرى قد تلعب دوراً أكبر في تحديد أداء السوق بعد خفض الفائدة.