انخفضت الأسهم الآسيوية والعقود الآجلة للأسهم العالمية، اليوم الأربعاء، بقيادة انخفاض حاد في شركات التكنولوجيا وتجدد المخاوف بشأن آفاق النمو العالمي، ما أدى بالمستثمرين إلى الابتعاد عن الأصول الخطرة، في حين بلغت أسعار النفط أدنى مستوياتها في عدة أشهر.

وقادت طوكيو وتايبيه الهبوط في آسيا، حيث هبطت كلتا السوقين بأكثر من 3 في المئة، في حين انخفض مؤشر MSCI الأوسع نطاقاً لأسهم آسيا والمحيط الهادئ (خارج اليابان) بنسبة 1.8 في المئة.

عادةً ما يكون سبتمبر شهراً سيئاً للأسهم، ويشير المحللون إلى تضافر عوامل وراء الهبوط، من أهمها بيانات التصنيع الأميركية الضعيفة.

قال جيسون تيه، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة فيرتيوم لإدارة الأصول «من الواضح أن التقلبات تتزايد، لقد عرفنا ذلك في بداية أغسطس، والآن السوق قلقة بشأن المزيد من التباطؤ الاقتصادي».

وأغلقت وول ستريت على انخفاض حاد، أمس الثلاثاء، بعد عودة الولايات المتحدة من عطلة في بداية الأسبوع، حيث خسرت أسهم شركة إنفيديا المفضلة بين شركات الذكاء الاصطناعي بمقدار قياسي بلغ 279 مليار دولار، حيث كبح المستثمرون تفاؤلهم بشأن الذكاء الاصطناعي.

وامتد الانهيار إلى أسهم التكنولوجيا في آسيا اليوم الأربعاء، حيث انخفضت شركة أدفانتيست اليابانية لتصنيع معدات اختبار الرقائق، وهي مورد لشركة إنفيديا، بنسبة 7 في المئة، وانخفض سهم شركة TSMC التايوانية بأكثر من 5 في المئة، في حين انخفضت شركة SK Hynix الكورية الجنوبية بنسبة 7.7 في المئة.

وفي الوقت نفسه واصلت العقود الآجلة للأسهم الأميركية الانخفاض، حيث انخفضت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.55 في المئة، في حين انخفضت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك بنسبة 0.74 في المئة.

وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر يوروستوكس 50 بأكثر من 1 في المئة، وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر فتسي بنسبة 0.75 في المئة.

وقال فيشنو فاراثان، رئيس قسم أبحاث الاقتصاد الكلي في آسيا (باستثناء اليابان) في بنك ميزوهو «كان هناك الكثير من الأسباب للهبوط تراجع إنفيديا، وتراجع أسهم التكنولوجيا، وضعف البيانات الأمريكية، بالإضافة إلى التشاؤم بشأن الصين».

وأشارت البيانات الأخيرة من الصين إلى اقتصاد لا يزال يكافح من أجل تحقيق تعافٍ قوي، ما أثار دعوات لمزيد من التحفيز من حكومة بكين.

وأدى القلق بشأن التوقعات البطيئة في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، والقلق بشأن التباطؤ العالمي بدوره إلى تفاقم انخفاض أسعار النفط بسبب توقعات ضعف الطلب.

وبلغت قيمة العقود الآجلة لخام برنت 73.14 دولاراً للبرميل، اليوم الأربعاء، بينما بلغ سعر برميل الخام الأمريكي 69.72 دولاراً، وبهذا يكون كلاهما قد حقق أدنى مستوى منذ ديسمبر، بعد أن انخفضا بنحو 5 في المئة في الجلسة السابقة.

وفي أماكن أخرى، انخفضت الأسهم في هونغ كونغ بما يتماشى مع نظيراتها الإقليمية مع انخفاض مؤشر هانغ سنغ بنسبة 1.2 في المئة، كما انخفض مؤشر CSI300 الصيني للأسهم القيادية بنسبة 0.4 في المئة، في حين انخفض مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 3.86 في المئة.

في انتظار بيانات جديدة

من المقرر صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية الأميركية هذا الأسبوع، بما في ذلك أرقام الوظائف الشاغرة وطلبات إعانة البطالة وتقرير الوظائف غير الزراعية الذي يراقبه المستثمرون عن كثب والذي سيصدر يوم الجمعة، ونظراً لتركيز بنك الاحتياطي الفيدرالي على سوق العمل، فإن إصدار يوم الجمعة قد يقرر ما إذا كان خفض أسعار الفائدة المتوقع هذا الشهر سيكون بنسب متوقعة أم أكثر.

وقال أليكس لو، الباحث الاستراتيجي في العملات الأجنبية والاقتصاد الكلي في تي دي للأوراق المالية «نعتقد أن المخاوف من تباطؤ النمو في الولايات المتحدة مبالغ فيها ونتوقع تقريراً قوياً للوظائف يوم الجمعة».

ويتوقع خبراء اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم أن يظهر التقرير أن الاقتصاد الأميركي قد أضاف 160 ألف وظيفة في أغسطس آب، وهو ما يمثل انتعاشاً من الزيادة التي بلغت 114 ألف وظيفة فقط في يوليو تموز.

وقبيل صدور البيانات، كانت التحركات في العملات وسندات الخزانة الأميركية أقل دراماتيكية من تلك التي شهدتها الأسهم، فارتفع الين بنسبة 0.2 في المئة عند 145.15 ين للدولار، في حين دفع انتعاش الدولار الأميركي اليورو إلى التراجع عن أعلى مستوى في 13 شهراً، وسجلت العملة الموحدة 1.1057 دولار.

وانخفض العائد القياسي لسندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بنحو نقطتين أساس إلى 3.8253 في المئة، في حين انخفض العائد لأجل عامين بأكثر من ثلاث نقاط أساس إلى 3.8528 في المئة.

وفيما يخص السلع الأساسية ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.11 في المئة إلى 2495.66 دولار للأوقية.