تأكدت اليوم الاثنين سلامة دونالد ترامب المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية بعد أن أحبط‭ ‬ جهاز الخدمة السرية أمس الأحد ما وصفها مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) بأنها محاولة اغتيال ثانية قرب ملعب ترامب للجولف في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا.

وقال مسؤولون في إنفاذ القانون إن عناصر جهاز الخدمة السرية رصدوا مسلحاً في أحراش قرب الملعب على بعد مئات الياردات من موقع ترامب وأطلقوا النار عليه.

وأضافوا أن المشتبه به ألقى بندقية هجومية على غرار الأسلحة من طراز إيه.كيه-47 (كلاشنيكوف) ومتعلقات أخرى وفرّ في سيارة لكن السلطات اعتقلته بعد ذلك.

جاء ذلك بعد نحو شهرين من تعرض ترامب لمحاولة اغتيال بالرصاص خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا ما أسفر عن إصابته بجرح طفيف في أذنه اليمنى.

وتسلط الواقعتان الضوء على صعوبات تأمين المرشحين الرئاسيين في حملة انتخابية تحتدم فيها المنافسة ويتزايد فيها الاستقطاب قبل نحو سبعة أسابيع من التصويت الذي يُجرى في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني.

وقال ترامب على منصات للتواصل الاجتماعي في وقت متأخر من مساء أمس الأحد «أود أن أشكر الجميع على اهتمامهم وكل من تمنوا لي السلامة، كان بكل تأكيد يوماً مثيراً!»، وشكر جهاز الخدمة السرية والشرطة على حمايته.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز وقناة فوكس نيوز وشبكة سي.إن.إن نقلاً عن مسؤولين في إنفاذ القانون أن المشتبه به يدعى ريان ويسلي روث (58 عاماً) من هاواي. وامتنع مكتب التحقيقات الاتحادي عن التعقيب، ولم يتسنَّ لرويترز التحقق من هوية المشتبه به بشكل مستقل.

ولم يتضح بعد إذا كان المشتبه يعلم بوجود ترامب في الملعب في هذا الوقت أو كيفية معرفته بذلك ولا دوافعه، لكن محاولته الهجوم ستثير بلا شك أسئلة جديدة بخصوص مستوى الحماية الممنوح للرئيس السابق.

ورداً على سؤال من صحفي اعترف مسؤولون بأن ملعب الجولف لم يكن مطوقاً أمنياً بالكامل بسبب عدم وجود ترامب حالياً في منصب الرئيس.

وقال ريك برادشو قائد شرطة مقاطعة بالم بيتش خلال إفادة أمس الأحد «إذا كان (رئيساً حالياً) كنا سنطوق ملعب الجولف بأكمله.. لأنه ليس كذلك، فالتأمين مقتصر على المناطق التي تعتبرها الخدمة السرية ممكنة».

وبعد فترة وجيزة من الواقعة أرسل ترامب رسالة بالبريد الإلكتروني لأنصاره قال فيها «لن يعرقلني أي شيء، لن أستسلم أبداً!»

ووفقاً لبيان أصدره البيت الأبيض، قال الرئيس جو بايدن في وقت لاحق إنه أصدر تعليمات لفريقه للتأكد من امتلاك جهاز الخدمة السرية الموارد التي يحتاج إليها لضمان سلامة ترامب.

ووجدت رويترز حسابات شخصية على تطبيقات إكس وفيسبوك ولينكدإن لشخص يدعى ريان روث.

ولم يتسن لرويترز تأكيد أن الحسابات خاصة بالمشتبه به، وامتنعت أجهزة إنفاذ القانون عن التعقيب، لكن إمكانية الوصول إلى الحساب المذكور على فيسبوك وإكس ألغيت بعد ساعات من إطلاق النار.

وتشير الحسابات الثلاثة التي تحمل اسم روث إلى أن صاحب الحسابات مؤيد قوي لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، وفي عدد من المنشورات، بدا أنه يحاول المساعدة في تجنيد أشخاص لجهود الحرب في أوكرانيا.

وقال برادشو قائد شرطة مقاطعة بالم بيتش في مؤتمر صحفي إن بعد رصد ماسورة البندقية على مسافة تتراوح بين 375 و457 متراً عن مكان عن ترامب أثناء تطهير المكان من التهديدات المحتملة قبل مباراته، اشتبك العملاء مع المسلح وأطلقوا ما لا يقل عن أربع خزائن من الذخيرة في نحو الساعة 1:30 بعد الظهر (17:30 بتوقيت غرينتش).

وبعدها ألقى المسلح بندقيته وحقيبتي ظهر وأشياء أخرى وفرّ في سيارة نيسان سوداء، وقال قائد الشرطة إن أحد الشهود رأى المسلح ونجح في التقاط صور لسيارته ولوحة القيادة.

وتابع برادشو «فعل جهاز الخدمة السرية بالضبط ما كان ينبغي القيام به».

وبعد فرار المشتبه به قال مسؤولو إنفاذ القانون إنهم أرسلوا إنذاراً للأجهزة في أنحاء الولاية مع بيانات السيارة، وهو ما أدى لنجاح مساعدي قائد الشرطة في مقاطعة مارتن المجاورة في توقيف المشتبه به والقبض عليه على الطريق آي-95.

وقال برادشو «لدينا شخص قيد الاحتجاز الآن»، لكنه لم يذكر هوية المشتبه به كما لم يذكر تفاصيل عن أي دافع محتمل.

وقال البيت الأبيض في بيان إنه جرى إطلاع بايدن ونائبته هاريس على الواقعة وإنهما شعرا «بارتياح بعد معرفة أنه بخير، وسيجري إطلاعهما على التطورات بانتظام».

وقالت هاريس في منشور على منصة إكس «لا مكان للعنف في أميركا».

وأصيب ترامب في أذنه اليمنى في واقعة بنسلفانيا وقُتل أحد الحضور، وقَتلت الخدمة السرية مطلق النار بالرصاص، وهو شاب في العشرين من عمره يدعى توماس كروس.

وكان هذا أول إطلاق نار على رئيس أميركي أو مرشح رئاسي من حزب رئيسي منذ أكثر من أربعة عقود، ويمثل ثغرة أمنية صارخة أجبرت كيمبرلي شيتل على الاستقالة من منصب مدير جهاز الخدمة السرية تحت ضغط من أعضاء الكونغرس من الحزبين.