ارتفعت أغلب الأسواق الآسيوية، اليوم الثلاثاء، مع استعداد المتداولين لخفض مرتقب في أسعار الفائدة الأميركية واجتماع مهم للبنك المركزي الياباني، لكن بورصة طوكيو هبطت بأكثر من اثنين في المئة مع تضرر المصدرين من قوة الين.
يراهن الكثيرون على قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة على الاقتراض بما يصل إلى نصف نقطة مئوية، وقد أثّر ذلك على الدولار، الذي انخفض إلى ما دون 140 يناً أمس الاثنين لأول مرة منذ صيف 2023، قبل أن يرتفع قليلاً اليوم.
أشارت سلسلة من البيانات في الأشهر القليلة الماضية إلى أن التضخم الأميركي يتراجع إلى هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المئة، في حين يتباطأ سوق العمل، ما يمنح صُنّاع القرار مجالاً لتخفيف السياسة النقدية.
وأشار رئيس البنك الفيدرالي الأميركي، جيروم باول، بالفعل إلى بدء التخفيض، لكن النقاش ركّز على ما إذا كانوا سيذهبون إلى 25 نقطة أساس أو 50.
وقد أثارت الإخفاقات المتتالية الكبيرة في خلق الوظائف في يوليو تموز وأغسطس آب مخاوف من الركود، رغم أن صناع السياسات سعوا إلى تهدئة هذا المخاوف.
وقال المحلل المستقل ستيفن إينيس «بيانات سوق العمل والتضخم لا تطالب بخفض كبير، لكن هذا لم يمنع السوق من وضع رهاناتها، وأصبح خفض 50 نقطة أساس يبدو أمراً مؤكداً، فقد تكون خيبة الأمل في الأفق إذا تراجع بنك الاحتياطي الفيدرالي بمقدار 25 نقطة أساس فقط»، وأضاف «الخفض الأول هو مجرد مقبلات، أما الطبق الرئيسي فسيتم تقديمه في المؤتمر الصحفي لباول، عندما يشرح مخططه لأسعار الفائدة لبقية العام».
وضرب الين القوي، الذي ارتفع بنحو 13 في المئة من أدنى مستوى له في أربعة عقود في يوليو تموز، مؤشر نيكاي 225 في طوكيو.
وانخفض المؤشر بأكثر من 2 في المئة مع عودة المتداولين من عطلة نهاية أسبوع طويلة.
ومع ذلك عزز التفاؤل بخفض كبير من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي معظم الأسواق الآسيوية الأخرى، مع ارتفاع هونغ كونغ وسيدني وسنغافورة ومانيلا وجاكرتا، بينما استمرت شنغهاي وسول وتايبيه في الإغلاق بسبب العطلات.
ومع اعتقاد البعض بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيخفّض أسعار الفائدة يوم الأربعاء للمرة الأولى منذ عام 2020، ينتظر المستثمرون بفارغ الصبر قرار السياسة النقدية الذي سيتخذه بنك اليابان يوم الجمعة المقبل بعد أن رفع أسعار الفائدة مرتين هذا العام، في أول زيادة منذ 17 عاماً.
ومن المتوقع أن تبقى الفائدة ثابتة في طوكيو، لكن الرفع المفاجئ في يوليو كان قد أشعل الاضطرابات في الأسواق العالمية وأدّى إلى تفكيك هائل لما يسمى بصفقات حمل الين «كاري تريد» التي يستخدم فيها المستثمرون العملة الرخيصة لشراء أصول عالية العائد مثل الأسهم.
وقال محللون في شركة أسيمتريك أدفايزرز إنهم لا يعتقدون أن بنك اليابان سيرفع أسعار الفائدة مرة أخرى في الأمد القريب نظراً لضعف الطلب الخارجي وقوة الين، ما خفف الضغوط على البنك المركزي الياباني، ولكنهم أضافوا «أننا نرى مجالاً أكبر لارتفاع قيمة الين مع تزايد الضغوط الآن على بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لتخفيف سياسته النقدية بشكل أكثر قوة لدعم الاقتصاد الأميركي”.