شهدت الأسواق المالية تحولات كبيرة مع فوز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، وسط تباين في أداء الأصول المالية.. فمع ضعف أداء الذهب، شهدنا ارتفاعاً في أسواق الأسهم والعملات المشفرة، ما عكس تغييرات في توجهات المستثمرين الذين فضّلوا الأصول ذات المخاطر العالية.

فقد الذهب جاذبيته كملاذ آمن

على المدى القصير بسبب زيادة التفاؤل في الأسواق المالية، ما أدّى إلى انخفاض الطلب عليه وتراجع أسعاره، في المقابل عزز فوز ترامب أسواق الأسهم بشكل فوري، بفضل السياسات المتوقعة التي ركزت على خفض الضرائب وتشجيع الشركات، ما دفع الأسواق الأميركية إلى تحقيق ارتفاعات قياسية وسط توقعات إيجابية للنمو الاقتصادي.

أما العملات المشفرة، وخصوصاً البيتكوين، فكانت من أبرز المستفيدين من هذه التحولات، إذ اعتبرها المستثمرون وسيلة للتحوط من التضخم وسياسات النقد غير التقليدية، ما دفعها لتسجيل أعلى مستوياتها على الإطلاق على مدار الأسبوع الماضي.

السر في سياسات ترامب

ركزت السياسات الاقتصادية التي أعلنها ترامب في حملته الانتخابية على خفض الضرائب وتقليل القيود التنظيمية، ما عزز ثقة الأسواق التقليدية.

وقدم فوز ترامب فرصاً وتحديات مختلفة، إذ استفادت الأسهم والعملات المشفرة من توجهات المستثمرين، بينما احتاج الذهب إلى وقت أطول للعودة إلى وضعه التقليدي كملاذ آمن.

إلى جانب ذلك، أدّت زيادة شهية المخاطرة بين المستثمرين إلى الابتعاد عن الأصول الآمنة مثل الذهب، في ظل التفاؤل العام في الأسواق المالية.

ماذا بعد؟

يتوقع المحللون أن الذهب قد يستعيد جاذبيته في حال ظهور مخاوف بشأن التضخم أو تصاعد التوترات الجيوسياسية، باعتباره أداة تحوط طويلة الأجل.

في الوقت ذاته، يتوقع استمرار العملات المشفرة في جذب الاستثمارات رغم تقلبها العالي، بينما من المرجح أن تواصل الأسهم أداؤها القوي في ظل السياسات المؤيدة للشركات.

وينصح الخبراء المستثمرين بتوزيع محافظهم بين الذهب، الأسهم، والعملات المشفرة لتحقيق توازن بين الأمان والعائد، مشيرين إلى أن التنويع والمرونة في الاستثمار يبقيان المفتاح الأساسي للنجاح في ظل تقلب الأسواق.

كما يشددون على أهمية التركيز على التحليل طويل الأجل لتجنب تقلبات الأسواق قصيرة الأجل، مع متابعة دقيقة لقرارات الفيدرالي الأميركي المتعلقة بالفائدة والسياسات المالية، التي تؤثر بشكل مباشر في الأسواق.