ألقى الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا خطاباً حادّ اللهجة خلال جلسة «السلام والأمن وإصلاح الحوكمة العالمية» ضمن فعاليات قمة دول بريكس المنعقدة في ريو دي جانيرو، مؤكدًا أن النظام الدولي الحالي «ينهار أمام أعيننا» وأن المجتمع الدولي «يفضّل تمويل الحرب على دعم السلام».
وقال لولا: «للمرة الرابعة تستضيف البرازيل قمة للبريكس، لكنها هذه المرة تأتي في أكثر الظروف الدولية سوءًا على الإطلاق». وأشار إلى أن الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة مرّت هذا العام في ظلّ انهيار غير مسبوق للنظام التعددي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
أزمة ثقة عالمية
انتقد لولا تراجع فعالية المؤسسات الدولية، مؤكدًا أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فقد مصداقيته وبات عاجزًا، وأضاف: «أصبح من الأسهل تخصيص 5% من الناتج المحلي للنفقات العسكرية، بدلاً من الالتزام بنسبة 0.7% فقط من أجل المساعدات الإنمائية». وشدد على أن الموارد متوفرة لتنفيذ أجندة التنمية 2030، «لكن المشكلة تكمن في غياب الإرادة السياسية».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ازدواجية المعايير وتآكل القانون الدولي
وأشار الرئيس البرازيلي إلى أن القانون الدولي أصبح «حبراً على ورق»، وأن العالم يشهد اليوم أكبر عدد من النزاعات منذ الحرب العالمية الثانية. وانتقد قرارات حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأخيرة التي رأى أنها تؤجج سباق التسلح، وقال: «نعيد تدوير الخطاب القديم لتبرير تدخلات غير قانونية».
غزة وأوكرانيا وإيران
وفي موقف متوازن، أدان لولا بشدة هجمات حركة حماس، لكنه اعتبر أن ما تقوم به إسرائيل في غزة «مجزرة لا يمكن السكوت عنها»، مشددًا على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967.
كما جدّد موقف بلاده الرافض لانتهاك وحدة الأراضي الإيرانية، كما فعل سابقًا تجاه أوكرانيا. وقال إن إنهاء الحرب في أوكرانيا يتطلب «حوارًا مباشرًا» ومبادرات ملموسة، مشيرًا إلى «مجموعة أصدقاء السلام» التي أطلقتها الصين والبرازيل بمشاركة دول من الجنوب العالمي.
صمت دولي تجاه أزمات منسية
تطرق لولا أيضًا إلى أزمات منسية، منها الوضع في هايتي، منتقدًا المجتمع الدولي الذي «تخلّى عن هايتي قبل الأوان»، ودعا إلى توسيع دور بعثة الأمم المتحدة في البلاد لتشمل الجوانب الأمنية والتنموية معًا.
دعوة إلى إصلاح جوهري لمجلس الأمن
قال لولا إن على مجموعة بريكس أن تتحمّل مسؤولية تاريخية في تحديث النظام العالمي، من خلال الدفع نحو «إصلاح عميق وشامل» لمجلس الأمن، بحيث يكون أكثر تمثيلاً وفعالية وعدالة، عبر ضمّ أعضاء دائمين من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. وأضاف: «هذا ليس فقط مطلبًا للعدالة، بل ضرورة لبقاء الأمم المتحدة ذاتها».
واختتم خطابه بالتحذير: «كل يوم يمر ونحن نتمسك بهيكل دولي عفا عليه الزمن ويقصي معظم الدول، هو يوم مهدور في وجه الأزمات الإنسانية التي تزداد تعقيدًا».