هل تغيّر أبل نظام التشغيل بالكامل ليكون مبنياً على Agentic AI ؟

تغيّر أبل نظام التشغيل بالكامل ليكون مبنياً على Agentic AI
أيمن البناو clock

أيمن البناو

كاتب متخصص في التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي

لم تقم شركة Apple، منذ إطلاق أول iPhone عام 2007، بإجراء تغيير جذري على مبدأ نظام التشغيل، على مدى ثمانية عشر إصداراً من iOS، اعتمد جميعها تقريباً على فلسفة «التطبيقات كنافذة لكل شيء»، ولكن في عالم يتسارع فيه التطور بفضل الذكاء الاصطناعي التوليدي Generative AI، تواجه Apple تحدياً متزايداً في اللحاق بتطورات الذكاء الاصطناعي التوليدي، خاصة في ظل تسارع خطوات منافسين مثل Google وOpenAI.

ومع ذلك، تقف Apple اليوم أمام فرصة تاريخية للالتحاق بقفزة الذكاء الاصطناعي الجديدة، عبر تبنّي نموذج Agentic AI، والذي لا يقتصر على «إجابة الأسئلة»، بل يقوم بالمبادرة، والتخطيط، وتنفيذ المهام بدلاً عن المستخدم.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

لماذا التغيير الآن؟

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

محبو iPhone انتظروا طويلاً «لحظة ستيف جوبز» جديدة، تلك اللحظة التي يُختتم فيها العرض بكلمة «One more thing» تُبشّر بثورة قادمة، لم تحدث هذه اللحظة منذ 2017 عند إطلاق Iphone x، واليوم، قد تكون اللحظة المنتظرة هي الانتقال من نظام تطبيقات إلى نظام مهام Task-Based OS مدفوع بالذكاء الاصطناعي.

كيف سيبدو نظام التشغيل الجديد المبني على Agentic AI؟

بمساعدة الذكاء الاصطناعي، قمنا بتخيّل وتصميم أوّلي لنظام التشغيل الجديد، ورسمنا شكل الشاشة الرئيسية، وكانت النتيجة كما يلي:

تغيّر أبل نظام التشغيل بالكامل ليكون مبنياً على Agentic AI

وداعاً لأيقونات التطبيقات الثابتة حيث ستحل محلها واجهة ديناميكية تشبه شاشة الـWidgets، حيث يظهر كل عنصر ليس فقط كمصدر للمعلومات، بل كوكلاء افتراضيين يؤدون المهام.

سيتحوّل نظام التشغيل الجديد إلى واجهة ذكية ديناميكية، تُعرض مهام الحياة اليومية كمربعات تفاعلية تعمل كوكلاء شخصيين بالذكاء الاصطناعي. فعلى سبيل المثال، تظهر بطاقة مخصصة لمتابعة السفر تقوم بربط بيانات الحجوزات في تطبيقات السفر مع البريد الإلكتروني، لتذكير المستخدم تلقائياً بأوقات الرحلات، وفتح بطاقة الصعود عند اقتراب موعد الإقلاع. وفي الوقت ذاته، قد يعرض النظام مربعاً ذكياً بعنوان «نظّم يومك» يجمع تلقائياً المهام من تطبيق الملاحظات، والاجتماعات من التقويم، والتذكيرات الصوتية، ليعيد ترتيبها وفق أولويات المستخدم وسلوكه المعتاد، أما في الجانب الصحي، فيبرز مربع شخصي يدمج بيانات Apple Health مع الجدول الغذائي والأنشطة البدنية اليومية، ليقترح إجراءات فورية مثل «تناول كوب ماء الآن» أو «قم بالمشي 300 خطوة بعد هذا الاجتماع».

ما الذي ستربحه Apple من هذه الخطوة؟

إعادة بناء نظام التشغيل بالكامل يمنح Apple ميزات تنافسية وتشغيلية كبرى مثل التعامل مع المواجهات القضائية، حيث قد تسهم في إعادة تصميم النظام في تقليل التعقيدات القانونية المرتبطة بالسيطرة على متجر التطبيقات وغيرها. وكذلك تقليل الاعتماد على التطبيقات الخارجية، وذلك بدمج الوظائف داخل النظام عبر وكلاء أذكياء، تقل الحاجة لتطبيقات الطرف الثالث، ما يُقوّي موقع Apple ويزيد من ولاء المستخدم للنظام.

ومن المميزات الأخرى إيجاد نموذج إيرادات جديد يمكّن من بيع «مهارات الذكاء الاصطناعي» كوحدات قابلة للشراء أو الاشتراك، كما تفعل OpenAI أو Microsoft، ما يفتح مصادر دخل جديدة لا تعتمد فقط على الأجهزة أو الإعلانات، قد يخلق النظام الجديد تفوقاً في الخصوصية Apple، فدائماً ما تروّج لالتزامها بالخصوصية و بناء وكلاء أذكياء يعملون على الجهاز نفسه On-Device AI يضمن أداءً عالياً دون نقل البيانات إلى السحابة.

هل ستتخذ Apple هذه الخطوة؟

المعروف عن Apple حذرها الشديد من المجازفة، لكنها في الوقت نفسه لا تفرّط في مركزها القيادي، إن استمرت في تجاهل القفزة القادمة نحو الأنظمة المعتمدة على Agentic AI، فقد تفقد ريادتها لصالح Google أو حتى شركات صاعدة مثل OpenAI.

ولكن إذا ما قررت Apple خوض المغامرة، فستكون أمام لحظة «One more thing» حقيقية، لحظة قد تغيّر العالم مرة أخرى.

 تم إعداد هذه المقالة لصالح CNN الاقتصادية، والآراء الواردة فيها تمثّل آراء الكاتب فقط ولا تعكس أو تمثّل بأي شكل من الأشكال آراء أو وجهات نظر أو مواقف شبكة CNN الاقتصادية.