لا تزال السينما في العالم العربي تواجه محدودية في التمويل والإنتاج، لا سيما مع الأزمات المالية التي تعصف باقتصادات العالم، وميول المستثمرين إلى توظيف أموالهم بمشاريع مربحة وقليلة المخاطر، فالفيلم الذي لا يحقق أرباحاً تجارية فيلم خاسر لدى شركات الإنتاج، وسط محدودية مصادر التمويل والقدرة على الوصول إلى قاعدة أوسع من جمهور المهرجانات السينمائية.
للوقوف عند هذه المواضيع استضاف بودكاست الـCNN-الاقتصادية نايلة الخاجة، أول امرأة إماراتية في مجال الإنتاج والإخراج السينمائي، والتي يتم اليوم عرض باكورة أفلامها السينمائية الطويلة «فيلم ثلاثة» الذي شارك في مهرجان البحر الأحمر السينمائي.
ويُعرض الفيلم في سبع دول ونحو 120 صالة.
وقالت الخاجة إن التوزيع إحدى الركائز الأساسية للنجاح، مشددة على أن توسيع الرقعة الجغرافية لتوزيع الفيلم هو إحدى استراتيجياتها لضمان العوائد والحد من المخاطر.
وأضافت «ليس كل فيلم مستقل غير تجاري.. فالسينما ليست فناً استعراضياً بل عملاً استعراضياً، و صناعة السينما تتطلب التخطيط والذكاء والاستراتيجية الجيدة لاستعادة تكلفة الإنتاج وتحقيق العائدات».
وتم تمويل إنتاج فيلم «ثلاثة»، الذي وصلت تكلفته إلى 2.5 مليون دولار أميركي، بالتشارك بين الخاجة وسلطان سعيد الدرمكي ومنى عيس القرق وجان شارل ليفي كمنتج تنفيذي.
ولاحظت الخاجة اهتماماً من قِبل المستثمرين المحليين بصناعة الأفلام -لا سيما بعد عرض فيلم «ثلاثة»- وكشفت أنها استطاعت تأمين قيمة التمويل كاملة لفيلمها الثاني «باب» الذي سيبدأ تصويره أواخر هذا العام.
وأشارت إلى أن الدول العربية تعاني من تفكك في الثقافة السينمائية، الأمر الذي يحد من سعة السوق وقابلية الأفلام الناطقة باللغة العربية من تحقيق الانتشار الواسع.
وفي ظل الحاجة إلى زيادة إنتاج المحتوى، أشادت الخاجة بالجهود التي تقوم بها السعودية والإنفاق التوسعي في البنى التحتية لهذا القطاع، مؤكدة أن السينما تشكل اليوم فرصة ذهبية للاستثمار ويجب الاستفادة من الفرص المتاحة في هذا المجال.
وأكدت أن صناعة الأفلام ليست بعد من الأولويات في دولة الإمارات، على الرغم من الفرص والعائدات التي تمثلها هذه الصناعة على الثقافة والاقتصاد، لا سيما القطاع السياحي، وذلك من خلال اهتمام ودعم فني من قبل الحكومة الفيدرالية لتنشيط القطاع ووضع الحوافز والمقومات البنيوية والتنظيمية اللازمة لدفع عجلة نموها قدماً.