مع الأزمات الاقتصادية التي يتعرض لها العالم في ظل التقلبات في أسعار الفائدة والضغوط الجيوسياسية، بات الوصول إلى رأس المال الخاص عملية صعبة وانتقائية.
وفي خضم ما تشهده المنطقة من تحولات جذرية وسعي الدول لا سيما الخليجية منها إلى التنويع الاقتصادي من خلال خلق نظام بيئي للشركات الناشئة، بات الحمل ثقيلاً على صناديق الاستثمار المغامر التي لا تسعى إلى تحقيق عوائد مجزية فحسب، بل تتطلع كذلك إلى التأثير في محافظ استثماراتها.
ويسلط بودكاست «CNN الاقتصادية» الضوء على عمل هذه الصناديق وأفق النمو والتحديات التي تواجهها خلال لقاء خاص مع سعيد مراد الشريك في غلوبال فينتشر صندوق رأس المال المغامر الذي يدعم رواد الأعمال في مسيرة نموهم مع التركيز على التكنولوجيا في الأسواق الناشئة.
ويرى مراد أنه على الرغم من الهبوط والصعود الذي تشهده سوق رأس المال المغامر عالمياً، فإن السوق المحلية في نمو مطرد، إذ زاد حجم السوق بعشرة أضعاف خلال السنوات الست الماضية، وقدر مراد قيمة السوق بنحو 3 مليارات دولار خلال 2023، هذا فضلاً عن الخبرات المتراكمة التي بدأ رواد الأعمال المحليون باكتسابها وشركات اليونيكورن (الشركات الناشئة التي تقدر قيمتها السوقية بمليار دولار أو أكثر) والتي بدأت تشهد زيادة في المنطقة.
وفند مراد الفرص الواعدة التي تزخر بها المنطقة من حيث النمو والتوسع خاصة مع اهتمام الحكومات والصناديق السيادية وأصحاب المصلحة في بناء نظام بيئي متكامل للشركات الناشئة.
وشرح مراد أن الحصول على تمويل من قبل صناديق الاستثمار المغامر ليس أمراً سهلاً وهو مسار يتطلب كفاءة عالية من الشركات الناشئة لجذب رأس المال إليها من خلال دراسات جدوى وتوقعات مستقبلية للعائدات وخطط للتنفيذ ودراسة لحجم السوق وقدرتها على النمو.
وشدد مراد على أن صناديق رأس المال المغامر تساعد هذه الشركات من خلال تقديم النصح والإرشاد بهدف توفير التمويل المطلوب.
كان إجمالي التمويل قد انخفض العام الماضي بنسبة 23 في المئة عن العام 2022 وفق تقرير ماغنت مع انخفاض كبير بنسبة 35% في التمويل غير العملاق، كما شهدت الصفقات انخفاضاً بنسبة 34% على أساس سنوي.