أدت المشاريع التنموية في أبوظبي ورأس الخيمة إلى خلق توجه إيجابي نحو الاستثمار والسياحة في الإمارات، فالجهود الاستراتيجية والمبتكرة للمدينتين لتنويع مناطق الجذب السياحي الخاصة بهما، تلبي تطلعات وتفضيلات المستثمرين العقاريين من حول العالم.

وجهة أبوظبي

يشير تقرير بعنوان «وجهة دبي» الذي أعدته «نايت فرانك» للاستشارات العقارية إلى أن 21 في المئة من الأغنياء يعتبرون العاصمة الإماراتية موقعاً رئيسياً للتملك العقاري في الإمارات، وذلك بعد دبي التي تحتل المركز الأول بنسبة 67 في المئة، وقبل رأس الخيمة التي تحتل المركز الثالث بنسبة 5 في المئة.

شهدت مدينة أبوظبي على مدى خمسة عشر إلى عشرين عاماً ماضية تحولاً استراتيجياً جعلها تتميز كوجهة ثقافية وترفيهية.

وبرزت العاصمة الإماراتية كواحدة من أكثر وجهات الاستثمار العقاري تفضيلاً بين أصحاب الثروات العالية، خاصة من شرق آسيا الذين أبدوا اهتماماً بنسبة 70 في المئة في الاستثمار العقاري في أبوظبي.

تعزى جاذبية أبوظبي إلى البنية التحتية عالية المستوى ومجموعة متنوعة من المعالم الثقافية، بما في ذلك جزيرة ياس وسوق أبوظبي العالمي وجزيرة السعديات.

وتتعزز سمعتها بفضل وجود متاحف عالمية مثل «اللوفر»، ومتحف «غوغنهايم»، و«متحف زايد»، التي يتم بناؤه حالياً.

قال فيصل دوراني، رئيس قسم أبحاث الشرق الأوسط: «شهدت أبوظبي تحولاً تدريجياً إلى وجهة عالمية مشهورة، وذلك بفضل المشاريع الثقافية والترفيهية الضخمة التي تضمها، مثل متحف اللوفر وقصر الوطن وعالم فيراري وسي وورلد وعالم وارنر براذرز»، تلك المشاريع استطاعت أن تجذب انتباه الزوار من مختلف أنحاء العالم.

وأشار 45 في المئة من أصحاب الثروات إلى أن خطط التنمية في الإمارة تؤثر بشكل إيجابي على نظرتهم لمدينة أبوظبي كوجهة استثمارية ناجحة ومزدهرة.

ومن بين الأغنياء، أبدى 89 في المئة اهتماماً كبيراً بالاستثمار في قطاع العقاري السكني بشكل خاص.

جذب انتباه النخبة

وفي الوقت نفسه، بدأت الوحدات السكنية الفاخرة، مثل تلك المتاحة في جزيرة السعديات، في جذب انتباه النخبة العالمية.

ويرجع ذلك بشكل كبير إلى توفر أسعار تنافسية مقارنةً بالمواقع الفاخرة الأخرى، مثل نخلة جميرا في دبي.

وتابع دوراني «عندما يتعلق الأمر بالاستثمار العقاري في أبوظبي، يتبين أن 74 في المئة من الأفراد يظهرون اهتماماً في استكشاف فرص الاستثمار في هذا القطاع، ومع ذلك يكمن التحدي في تحويل هذا الاهتمام إلى صفقات فعلية».

تشير بعض النتائج إلى أن 73 في المئة من الزوار المتكررين إلى العاصمة عبروا عن رغبتهم في شراء عقارات في أبوظبي، ومن بينهم 50 في المئة مستعدون لتخصيص أكثر من مليوني دولار لشراء عقار في المدينة.

ويقول شهزاد جمال، الشريك في قسم الاستشارات الاستراتيجية في قطاع العقارات والرعاية الصحية والتعليم «أصبحت أبوظبي وجهة عالمية مرموقة لأصحاب الثروات العالية الذين يسعون للاستثمار في قطاع العقارات».

ويرجع هذا الاهتمام الكبير إلى مجموعة من العوامل الرئيسية، بدءاً من الاقتصاد القوي والمتزايد في المدينة وصولاً إلى البيئة السياسية المستقرة والبنية التحتية الحديثة والمتطورة».

وجهة رأس الخيمة

ويذكر التقرير أن رأس الخيمة تحولت إلى وجهة سياحية عالمية منذ عام 2004 وبفضل جهود مكتب تطوير الاستثمار، أصبحت فنادق رأس الخيمة الفاخرة وملاعب الجولف ومناطق الجذب الرياضية بديلاً جذاباً لمدينة دبي.

ولمزيد من التقدم، قامت حكومة رأس الخيمة مؤخراً بالإعلان عن تطوير أول منتجع متكامل في الشرق الأوسط يضم منطقة ألعاب ترفيهية منظمة، ويتم حالياً تنفيذ هذا المشروع المقرر افتتاحه في عام 2027 في جزيرة المرجان بالتعاون مع منتجعات «وين ريزورتس».

وبناءً على نتائج استبيان نايت فرانك، فإن «هناك تبايناً في الآراء بشأن تأثير هذا المشروع على قرارات المستثمرين، حيث أفاد 30 في المئة من المشاركين بأن وجود منطقة الألعاب الترفيهية المنظمة سيزيد من احتمالية اهتمامهم بالاستثمار في عقارات رأس الخيمة».

وتشهد هذه النسبة ارتفاعاً إلى 60 في المئة بين المشاركين من شرق آسيا.

أوضح فيصل دوراني «لقد شهدت رأس الخيمة تحولاً تدريجياً خلال العقد الماضي لتصبح وجهة سياحية بديلة لمدينة دبي، ومن بين العوامل التي أسهمت في هذا التحول مشروع إنشاء منتجع وين المتكامل الذي يضم 1500 غرفة.

ووفقاً للاستبيان فإن «55 في المئة من أصحاب الثروات العالية لا يرون أن وجود منتجع ألعاب ترفيهية في رأس الخيمة يؤثر على اعتبارهم الإمارة مكاناً للاستثمار».

في حين يعتقد 30 في المئة منهم أنه يزيد من جاذبيتها، وعندما يتعلق الأمر بأولئك الذين يمتلكون ثروات تفوق 10ملايين دولار، ترتفع هذه النسبة إلى 50 في المئة، وبين أصحاب الثروات العالية من شرق آسيا تصل النسبة إلى 60 في المئة، وبالتالي، فإن الاهتمام المتزايد من قبل هذه الفئة بشراء العقارات في رأس الخيمة يعتبر نتيجة مباشرة لمشروع منتجع وين.