يتوقع محللو قطاع العقارات في مصر أن يسهم عزم رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، مؤسس شركة إعمار العقارية، تعزيز استثمارات شركته في قطاع الفنادق المصري في تحفيز المستثمرين الأجانب للاستثمار في القطاع.
كان العبار قال في مقابلة مع «CNN الاقتصادية» إن إجمالي استثمارات المجموعة في السوق المصرية منذ بداية أعمالها بلغ نحو عشرة مليارات دولار، قائلاً «ما زالت أعمالنا في مصر مستمرة» على حد تعبيره.
يرى العبار، أن ازدهار قطاع السياحة المصرية، من حيث نسبة الإشغال وأسعار الغرف الفندقية، قد أثَّر إيجابياً على إيرادات قطاع الفنادق بالمجموعة.
وأضاف أن مجموعته افتتحت فندقها التاسع في منطقة الساحل الشمالي باستثمارات بلغت نحو 200 مليون دولار، مضيفاً أن «الساحل الشمالي حديث الساعة الآن في المنطقة العربية».
وقال يوسف البنا، محلل أول قطاع العقارات في شركة النعيم للبحوث وتداول الأوراق المالية، إن رغبة العبار في زيادة استثماراته في السوق المصرية ستدفع المزيد من المستثمرين الأجانب إلى زيادة استثماراتهم وخاصة في قطاع السياحة المصري وإنشاء الفنادق.
وأضاف أن زيادة استثمارات إعمار في قطاع السياحة تأتي في ظل زيادة أعداد السياح القادمين إلى مصر، بالإضافة إلى زيادة أسعار الغرف الفندقية، «وما زال هذا القطاع يشهد طلباً عالياً والمزيد من الاستثمارات».
وتقول مريم السعدني، محلل مالي القطاع العقاري بشركة اتش سي لتداول الأوراق المالية، إن تصريحات شركة إعمار العقارية عن الاستثمار في القطاع السياحي المصري تُعد «شهادة ثقة للمستثمرين» لتساهم في زيادة استثماراتهم في ذلك القطاع رغبة منهم في الاستفادة من زيادة نسبة الإشغالات الفندقية، بالإضافة إلى انخفاض سعر الصرف، ما يزيد العائدات من ذلك القطاع.
كان وزير السياحة المصري أحمد عيسى، قال في يوليو تموز، إن مصر استقبلت في النصف الأول من العام الجاري 2023، قرابة سبعة ملايين سائح، وهو ما يُعد الأعلى في تاريخ البلاد لهذه الفترة.
وتوقع وزير السياحة أن يكون عدد الزوار في النصف الثاني من العام أكبر من النصف المنتهي في يونيو حزيران، وتوقع نمو عدد السياح القادمين إلى مصر في العام المقبل إلى 18 مليون سائح.
لم تقتصر تصريحات العبار على الاستثمار في القطاع السياحي، فقد قال إن شركته مهتمة بالاستثمار في المباني الحكومية الشاغرة في مصر، وأضاف «لدينا رغبة للاستثمار في تطوير المباني الحكومية بوسط القاهرة سواء من خلال إعمار أو إيجل هيلز، وقد تقدمنا رسمياً للحكومة المصرية بطلب للعمل سواء لإعادة الترميم أو البناء».
ويرى البنا من النعيم للبحوث وتداول الأوراق المالية أن إعمار ترغب في الاستثمار في المباني الحكومة سعياً وراء الإيرادات وتحويلها إلى مبان إدارية وتجارية.
وتقول السعدني إن تقدم إعمار للاستثمار في المباني الحكومية سيدفع المستثمرين الأجانب للنظر في تلك الفرصة الاستثمارية، والتقدم أيضاً للمنافسة عليها.
تعمل الحكومة المصرية على استغلال المباني الحكومية الخاصة بالوزارات التي تم نقلها إلى العاصمة الإدارية الجديدة، من خلال نقل تبعيتها إلى صندوق مصر السيادي، الذي أصبح يمتلك أصولاً منها أرض الحزب الوطني المنحل ومبنى وزارة الداخلية، وعدد من الوزارات الأخرى، وكذلك مجمع التحرير.
في مارس آذار، وقّع الصندوق السيادي من خلال صندوقه الفرعي للاستثمار العقاري، صندوق مصر الفرعي للسياحة والاستثمار العقاري وتطوير الآثار، عقد تطوير مقر وزارة الداخلية السابق مع شركة «إيه ديفلوبمنت» لتطوير المشروعات العقارية لتحويل مقر الوزارة إلى منطقة للابتكار وريادة الأعمال.