تراجعت مبيعات المنازل الأميركية المملوكة سابقاً خلال مارس آذار، بضغط من ارتفاع أسعار المنازل، رغم استقرار أسعار الرهن العقاري في ذلك الشهر، ما يعكس تداعيات أسعار الفائدة المرتفعة في الولايات المتحدة.

وكشفت البيانات الصادرة يوم الخميس عن الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين أن مبيعات المنازل القائمة (المملوكة سابقاً) -التي تمثل النسبة الأكبر من سوق الإسكان الأميركي- تراجعت إلى 4.19 مليون منزل في مارس، ما يمثل انخفاض بنحو 4.3 في المئة عن الشهر ذاته من العام السابق.

وجاء انخفاض مبيعات المنازل في جميع أنحاء الولايات المتحدة باستثناء المنطقة الشمالية الشرقية التي شهدت زيادة في المبيعات للمرة الأولى منذ نوفمبر تشرين الثاني 2023.

يأتي هذا التراجع بضغط من ارتفاع أسعار المنازل، إذ بلغ متوسط ​​سعر المنزل الحالي 393.5 ألف دولار في مارس، بزيادة قدرها 4.8 في المئة على العام السابق، وهو أعلى سعر شوهد في أشهر مارس على الإطلاق.

وأفاد تقرير الرابطة بأن ارتفاع أسعار المنازل إلى جانب بقاء معدلات الرهن العقاري عند مستويات مرتفعة يعني أن الأميركيين ما زالوا يتعاملون مع سوق الإسكان الصعبة.

سوق الإسكان في موقف حرج

تلعب معدلات الرهن العقاري دوراً رئيسياً في تحديد قدرة المواطنين على تحمل تكاليف السكن، يمكن أن تكون هذه نقطة شائكة محبطة في ظل أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي.

على سبيل المثال، كانت مبيعات المنازل في حالة ركود العام الماضي وتراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ نحو ثلاثة عقود بضغط من ارتفاع معدلات الرهن العقاري التي وصلت إلى أعلى مستوياتها في عقدين من الزمن عند 7.79 في المئة في أكتوبر تشرين الأول.

ثم بدأت أسعار الرهن العقاري في الانخفاض على أمل أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بقوة في عام 2024، لكن هذه التوقعات بدأت في التلاشي بسبب تقارير التضخم المخيبة للآمال والعلامات التي تشير إلى أن الاقتصاد لا يزال قوياً.

أبقت البيانات الأخيرة بنك الاحتياطي الفيدرالي في وضع الانتظار والترقب، ما أدى إلى تأجيل أول خفض لسعر الفائدة، وعلى الرغم من أن سعر فائدة الرهن العقاري حافظ على ثباته في الأسابيع الأخيرة، فإنه على وشك الارتفاع من جديد، لأنه يتبع عوائد السندات، التي ترتفع باستمرار مع قراءات التضخم المرتفعة.

في غضون ذلك، لم تتراجع أسعار المنازل في جميع أنحاء البلاد، وهي تلعب أيضاً دوراً محورياً في القدرة على تحمل التكاليف، ما يزيد من الضغوط التي تواجه سوق الإسكان الأميركي.

وقال لورانس يون، كبير الاقتصاديين لدى الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين في بيان «رغم انتعاش مبيعات المنازل من أدنى مستوياتها، فإنها لا تزال عالقة لأن أسعار الفائدة لم تنخفض منذ فترة كبيرة».

(بريان مينا، CNN).