تجاوزت القيمة الإجمالية لسوق الإسكان تريليون دولار في ثماني مدن أميركية، وهو ضعف ما كانت عليه في أربع مدن فقط في العام الماضي، ما يؤكد مدى ارتفاع أسعار المساكن في وقت قصير نسبياً، بحسب تقرير صدر يوم الخميس عن شركة ريدفين.

وبحسب التقرير، انضمت شيكاغو وفينيكس وواشنطن وأناهايم بولاية كاليفورنيا إلى نيويورك ولوس أنجلوس وأتلانتا وبوسطن باعتبارها المدن التي تتجاوز فيها قيمة المساكن الإجمالية تريليون دولار، وتأتي سان دييغو وسياتل في المرتبة التالية بفارق ضئيل، حيث تبلغ قيمة المساكن الإجمالية نحو 987 مليار دولار و971 مليار دولار على التوالي.

ووجد التقرير، الذي حلل تقديرات ريدفين لقيمة أكثر من 95 مليون عقار سكني في الولايات المتحدة في يونيو 2024، أن القيمة الإجمالية للمنازل في جميع أنحاء الولايات المتحدة قفزت بمقدار 3.1 تريليون دولار إلى مستوى قياسي بلغ 49.6 تريليون دولار في العام الماضي.

وقال الخبير الاقتصادي تشين تشاو من شركة ريدفين في بيان «من المرجح أن تتجاوز قيمة سوق الإسكان في أميركا عتبة 50 تريليون دولار في الأشهر الـ12 المقبلة حيث لا يوجد ما يكفي من المنازل المدرجة لدفع الأسعار إلى الانخفاض».

عندما لا يواكب العرض الطلب، ترتفع الأسعار، هذه هي قصة سوق الإسكان في الولايات المتحدة لسنوات، حيث يتصارع الأميركيون مع واحدة من أكثر أسواق الإسكان غلاءً منذ جيل.

ارتفعت أسعار المساكن خلال الجائحة مع استغلال المزيد من الأسر والعاملين عن بعد لتكاليف الاقتراض الرخيصة للغاية لتحديث مساحاتهم، ثم أدت حملة رفع أسعار الفائدة العدوانية التي شنها بنك الاحتياطي الفيدرالي لمكافحة التضخم إلى ارتفاع أسعار الرهن العقاري، ما أضاف بشكل كبير إلى التكاليف الشهرية التي يتعين على حاملي الرهن العقاري الجدد دفعها.

انخفاض أسعار المساكن في منطقة حضرية واحدة فقط

ووجد تقرير ريدفين أن قيم المنازل في بعض المدن تنمو بسرعة أكبر من غيرها، وشهدت مدينتان في نيوجيرسي تقعان على مسافة قصيرة من مدينة نيويورك -نيو برونزويك ونيوارك- أسرع نمو في قيمة المنازل الإجمالية على أساس سنوي في العام الماضي، وفقاً لريدفين ارتفعت قيم المنازل في نيو برونزويك بنسبة 13.3%، ونمت في نيوارك بنسبة 13.2%، كانت أناهايم ونيوهافن بولاية كونيتيكت وتشارلسون بولاية ساوث كارولينا من بين المدن الأميركية الأخرى التي شهدت نمواً بنسبة مئوية مزدوجة الرقم في قيم المنازل منذ العام الماضي.

وقالت شركة ريدفين إن منطقة حضرية واحدة فقط شهدت انخفاض قيمة المساكن فيها، حيث شهدت كيب كورال بولاية فلوريدا انخفاض قيمة سوق الإسكان فيها بنسبة 1.6% خلال العام الماضي، كما شهدت نيو أورليانز وأوستن أيضاً نمواً أقل من 2%.

أدى ارتفاع أسعار المساكن إلى شعور أصحاب المساكن الحاليين بأنهم أصبحوا أكثر ثراءً من أي وقت مضى، ولكن بالنسبة لأولئك المهتمين بشراء منزل، كان الارتفاع السريع في أسعار المساكن محبطاً، وفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة غالوب في مايو، شعر 21% فقط من الأميركيين أن الوقت مناسب لشراء منزل.

على مدى العامين الماضيين، واجه مشترو المنازل المحتملون ضربة مزدوجة من الأسعار المرتفعة ومعدلات الرهن العقاري المرتفعة، ولكن الأمور قد تبدأ في التحول قريباً.

ومع ذلك، شهدت أسعار الرهن العقاري انخفاضاً في الأسابيع الأخيرة قبل خفض محتمل لأسعار الفائدة من قِبَل بنك الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر أيلول، ورغم أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يحدد أسعار الرهن العقاري بشكل مباشر، فإن تصرفاته تؤثر على تكاليف الاقتراض في مختلف أنحاء الاقتصاد.

لكن الخبير الاقتصادي تشاو من شركة ريدفين يقدر أن ذلك قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المساكن بشكل أكبر.

وقالت في بيان «بدأت أسعار الرهن العقاري في الانخفاض، لكن العديد من البائعين والمشترين المحتملين ينتظرون اتخاذ خطوة، ما يعني أننا من المرجح أن نستمر في رؤية نمط حيث ترتفع الأسعار ببطء»، «هذه أخبار رائعة لملايين مالكي المنازل الأميركيين الذين يرون ارتفاع أسهمهم، لكن المشترين لأول مرة سيجدون صعوبة في العثور على منزل بأسعار معقولة».