قالت إحدى أكبر شركات التطوير العقاري في هونغ كونغ إنها تتوقع تسجيل أول خسارة سنوية لها منذ عقدين من الزمن بسبب تباطؤ سوق العقارات في المنطقة، ما أدّى إلى انخفاض أسهمها بنسبة 13 في المئة يوم الاثنين.

وتتوقع شركة نيو وورلد ديفيلوبمنت، إحدى أكبر مجموعات العقارات في الإقليم والتي تسيطر عليها عائلة تشنغ ويديرها سليل الجيل الثالث أدريان تشنغ، إنها تتوقع تسجيل خسارة تصل إلى (2.6 مليار دولار أميركي) للعام بأكمله المنتهي في يونيو.

وبحسب صحيفة فايننشال تايمز فقد قدمت الشركة إفصاحاً إلى بورصة هونغ كونغ بعد إغلاق السوق يوم الجمعة، قالت فيه إنها تتوقع تسجيل رسوم إعادة تقييم تتراوح بين 8.5 مليار دولار هونغ كونغ و9.5 مليار دولار هونغ كونغ لمشاريعها الاستثمارية والتطويرية، وهو ما يمثل أول خسارة سنوية لها منذ عام 2004.

وقال محللون في بنك يو بي إس إن خسارة نيو وورلد البالغة (2.6 مليار دولار أميركي) كونغ ستكون «كبيرة»، وإن البنك يتوقع أن تنمو نسبة الدين إلى حقوق الملكية في الشركة.

يعاني أباطرة الأعمال في هونغ كونغ، بما في ذلك عائلة تشنغ، من ضغوط ناجمة عن ركود مستمر منذ سنوات في سوق العقارات في الإقليم، حيث أثّر ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة والتباطؤ الاقتصادي في الصين على الإيجارات التجارية وأسعار المساكن في المدينة.

ورفعت البنوك في المنطقة -حيث يتم ربط العملة بالدولار الأميركي- أسعار الفائدة على الرهن العقاري، وهو ما أدّى إلى المزيد من كساد الطلب، في حين تباطأت الاستثمارات من جانب الصينيين الأثرياء في البر الرئيسي.

وحققت شركة نيو وورلد، التي تشمل أصولها مشاريع سكنية كبرى ومراكز تسوق ومباني مكتبية، نحو 60 في المئة من إيراداتها من مشاريع التطوير العقاري والاستثمار في المنطقة العام الماضي، في حين جاء الباقي من الصين القارية.

وانخفضت إيجارات المكاتب الرئيسية في هونغ كونغ بنحو 15 في المئة منذ أن بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي رفع أسعار الفائدة عام 2022، وفقاً لشركة الاستشارات العقارية التجارية كوشمان آند ويكفيلد.

وأظهرت بيانات رسمية أن أسعار المساكن في هونغ كونغ انخفضت بأكثر من 20 في المئة خلال الفترة نفسها.

وقال جاري نج، الخبير الاقتصادي البارز في ناتيكسيس، إنه يتوقع أن يتعرض المطورون العقاريون لمزيد من الضغوط، وأضاف: «إذا استمرت الأسعار والإيجارات في الانخفاض، فقد تظل هناك احتمالات لشطب المزيد من العقارات».

وقال نج إنه على الرغم من إمكانية خفض أسعار الفائدة الأميركية، فإن السوق ليست في وضع يسمح لها باستيعاب المعروض الجديد، وخاصة في الأصول الطويلة الأجل بما في ذلك العقارات التجارية.

وذكرت شركة نيو وورلد إن تخفيض القيمة كان «خطوة استباقية» ولا «يؤثّر على تدفقاتنا النقدية وسيولتنا».

وأضافت: «هذا من شأنه أن يضعنا في وضع أفضل لدورة خفض أسعار الفائدة المقبلة، حيث من المتوقع أن تنتعش سوق العقارات بشكل عام».

وتظهر شركات التطوير العقاري الكبرى الأخرى في هونغ كونغ أيضاً علامات الضغط نتيجة لتراجع سوق العقارات.

أعلنت شركة هندرسون لاند ديفيلوبمنت، التي تسيطر عليها عائلة لي، في أغسطس آب، خسارة إعادة تقييم بلغت نحو 2.3 مليار دولار هونغ كونغ في الأشهر الستة الأولى من العام لعقاراتها الاستثمارية المكتملة والمطورة.

وقالت شركة سينو لاند خلال تقرير أرباحها السنوي الأسبوع الماضي، إن أرباحها للعام المنتهي في يونيو انخفضت بنسبة 25 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من قبل، وسجّلت خسارة إعادة تقييم على محفظة استثماراتها بقيمة 580 مليون دولار هونغ كونغ.

وكان ضعف الاستهلاك في الصين وتباطؤ سوق المكاتب سبباً في إلحاق الضرر بمطوري العقارات في هونغ كونغ.

وقالت شركة هانغ لونغ العقارية، التي تحقق أكثر من نصف إيراداتها من تأجير العقارات في البر الرئيسي للصين، في يوليو تموز، إن الإيرادات من البر الرئيسي انخفضت بأكثر من 5 في المئة في الأشهر الستة الأولى من العام مقارنة بالفترة نفسها عام 2023.