أنفق المستهلكون الأميركيون مبلغاً قياسياً في 2023 على التسوق الخاص بالعودة إلى المدرسة، حيث أنفقوا 41.5 مليار دولار، وفقاً لتقديرات الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة.

وتجاوز هذا الرقم الضخم، الذي بلغ أكثر من 890 دولاراً لكل أسرة أميركية، أعلى مستوى على الإطلاق في عام 2021 بنحو 12 في المئة. ولم تكن الأسعار المرتفعة السبب الوحيد لمعدل الإنفاق المرتفع، بل لعب التفاؤل بسوق العمل وتباطؤ التضخم والاقتصاد الأميركي المرن دوراً مهماً في تعزيز الإنفاق.

هذا العام أصبح المستهلكون أكثر هدوءاً، وعلى الرغم من أن موجة التضخم قد انتهت تقريباً، فإن المستهلكين يشعرون بالتأثيرات المركبة لارتفاع الأسعار في السنوات الماضية، ويمرون بتباطؤ اقتصادي، ومع ذلك هناك ما يكفي من قوة الاقتصاد بحيث يتوقع الاتحاد الوطني للتجزئة أن يكون إنفاق الأسر على موسم العودة إلى المدرسة في عام 2024 هو ثاني أعلى مستوى على الإطلاق عند 38.8 مليار دولار، أو 874.68 دولار لكل أسرة.

يقول مارك ماثيوز، المدير التنفيذي للأبحاث في الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة، لشبكة سي إن إن «هناك نوايا واضحة للخروج والإنفاق، ولكن المستهلكين أصبحوا متنبهين للغاية للأسعار».

البحث عن العروض والتخفيضات

في أي وقت آخر من العام تندرج سلع مثل الأدوات المكتبية والملابس والإلكترونيات تحت بند الإنفاق غير الضروري، الذي يشهد بعض الانخفاض بسبب تباطؤ الإنفاق، لكن العودة إلى المدرسة موسم فريد من نوعه، حيث تتحول هذه السلع إلى سلع ضرورية، ولكن استطلاعات الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة تُظهر أن نحو 41 في المئة من المستجيبين يقولون إنهم يبحثون عن العروض والتخفيضات وقسائم الشراء بالإضافة إلى مجموعات البحث عن الأسعار الأفضل على مواقع التواصل الاجتماعي، يقول ماثيوز «أدرك تجار التجزئة ضرورة إرضاء المستهلكين المهتمين بالأسعار».

ووفقاً للبيانات الرسمية فإن الخدمات والسلع المرتبطة بالعملية التعليمية لم تكن هي قائدة التضخم، بل قطاع الإسكان، وساعدت سلاسل التوريد الأكثر سلاسة والمستهلكون الذين ينجذبون نحو الخدمات والسلع ذات الأسعار المقبولة على تباطؤ نمو سلع قطاع التعليم، أو في بعض الأحيان انخفاض الأسعار.

ومن المتوقع أن تنخفض أسعار التجزئة بنسبة 0.7 في المئة هذا العام، بعد ارتفاعها بنسبة 5.9 في المئة في عام 2022 و0.6 في المئة العام الماضي، وفقاً لتحليل أجراه خبراء الاقتصاد في ستاندرد آند بورز ماركت إنتليجينز، ونُشر الأسبوع الماضي.

ووفقاً لبيانات تتبع أسعار التجزئة الشهرية من شركة سيركانا لأبحاث السوق، فإن بعض اللوازم المدرسية التي يتم شراؤها بشكل شائع أرخص بالفعل من العام الماضي، وبعضها أقل من أسعار عام 2019.

وانخفضت أسعار الورق بنسبة 20 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي، وانخفضت أسعار أقلام التلوين وأقلام الرصاص بنسبة 19 في المئة و13 في المئة على التوالي.

الأهم هو انخفاض أسعار أقلام التلوين والملاحظات اللاصقة بنسبة 7 في المئة و12 في المئة عن عام 2019، بينما ارتفعت أسعار الفئات الأخرى بنسبة 11 في المئة على الأقل، وفقاً لبيانات سيركانا.

من ناحية أخرى تظهر بيانات مكتب إحصاءات العمل أن متوسط ​​الأجور بالساعة والأسبوع كانت أعلى من التضخم لأكثر من عام الآن، ما أدى إلى استمرار الإنفاق الاستهلاكي الذي يدعم الاقتصاد.

وبالتالي، فإن أحجام الإنفاق على موسم العودة إلى المدرسة يجب أن تظل متماشية إلى حد ما مع العام الماضي، وفقاً لما قاله دوليب رودريجو، رئيس قطاع المستهلكين والتجزئة في الولايات المتحدة في شركة KPMG، لشبكة سي إن إن في مقابلة «ما كان مفاجئاً بالنسبة لنا هو أننا رأينا بعض التوقعات الإيجابية من المستهلكين فيما يتعلق بالتسوق في الخريف»، يشرح رودريجو أحدث استطلاع للمستهلكين أجرته شركة المحاسبات، «إنهم أكثر تفاؤلاً في الإنفاق مقارنةً بآخر استطلاع تم إجراؤه في مطلع الصيف».