أعلنت كوريا الجنوبية عن إطلاق صندوق سياسات بقيمة 34 مليار دولار لدعم القطاعات الاستراتيجية الحيوية، في مقدمتها أشباه الموصلات، والتنقل المستقبلي، والذكاء الاصطناعي. سيدير بنك التنمية الكوري الصندوق الذي سيمتد لخمس سنوات، ويوفر قروضاً واستثمارات بتكلفة منخفضة للشركات المحلية العاملة في 12 قطاعاً استراتيجياً مصنفاً تحت «التقنيات الوطنية الاستراتيجية»، وتأتي هذه الخطوة استجابة للتحديات المتزايدة التي تفرضها المنافسة العالمية، لا سيما مع السياسات التحفيزية التي تطلقها دول كبرى مثل الولايات المتحدة والصين لتعزيز صناعاتها التقنية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وتُعد كوريا الجنوبية واحدة من اللاعبين الكبار في سوق الرقائق الإلكترونية، إذ تحتل شركتا سامسونغ وأس كيه هاينكس SK Hynix موقع الصدارة في إنتاج شرائح الذاكرة عالمياً، لكن تصاعد التوترات التجارية والتغيرات الجيوسياسية دفعت سيول لتعزيز استثماراتها الداخلية لتأمين سلاسل التوريد ودعم الابتكار المحلي.
التحرك الكوري يأتي بعد حزم دعم مماثلة في الولايات المتحدة التي أقرت قانون الرقائق بقيمة 52 مليار دولار، وكذلك أوروبا التي تسعى لتقليل اعتمادها على الموردين الآسيويين، ومن المتوقع أن يعزز الصندوق الكوري قدرة الشركات الناشئة والصغيرة على المنافسة، ويوفر لها رأس المال اللازم لتطوير التقنيات المستقبلية في ظل التحولات الرقمية المتسارعة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ومن الجدير بالذكر، تُعتبر صناعة أشباه الموصلات عنصراً حيوياً في اقتصاد كوريا الجنوبية، حيث شكلت صادرات الرقائق نحو خُمس إجمالي صادرات البلاد، وبلغت قيمتها 11.7 مليار دولار في مارس الماضي، وهو أعلى مستوى لها منذ عامين تقريباً، بالإضافة إلى أشباه الموصلات، تستثمر كوريا الجنوبية في قطاعات تكنولوجية استراتيجية أخرى، على سبيل المثال، تم تخصيص 1.7 تريليون وون على مدى السنوات الخمس القادمة لتطوير تكنولوجيا الروبوتات المتقدمة، مع التركيز على تطوير التكنولوجيا المحلية في المكونات الأساسية وتحسين اللوائح لخلق بيئة صديقة للروبوت.