تصاعد الغضب داخل الحزب الديمقراطي بعد أن قاد زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، مجموعة من المشرعين إلى دعم مشروع قانون إنفاق جمهوري مدعوم من الرئيس دونالد ترامب، ما حال دون إغلاق الحكومة الأميركية، لكنه كشف عن انقسامات حادة داخل الحزب. بالنسبة للعديد من الديمقراطيين التقدميين، كان تمرير مشروع القانون بمثابة نكسة كبرى، حيث اعتبروه دليلاً على تراجع قادة الحزب أمام سياسات ترامب التي تستهدف تفكيك البيروقراطية الفيدرالية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وقالت النائبة نيديا فيلازكيز إن الديمقراطيين «يجب أن يقاتلوا بدلاً من الاستسلام»، في إشارة إلى التنازلات التي قدمها شومر وزملاؤه.
ميزانية تقشفية وإقالات جماعية
يتضمن مشروع القانون تخفيضات بمليارات الدولارات في الإنفاق الحكومي، في وقت يعاني فيه القطاع العام من تداعيات قرارات ترامب بإقالة آلاف الموظفين الحكوميين، بمساعدة إيلون ماسك، الذي وصفته المعارضة بـ«صائد الهدر الحكومي».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ورغم اعتراضات الديمقراطيين التقدميين بقيادة ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز، فإن المشروع مرر في مجلس الشيوخ بدعم عشرة ديمقراطيين، بمن فيهم شومر، الذي اعتبر أن تمريره كان «أهون الشرين»، حيث قال: «هذا هو أفضل خيار للحد من الضرر الذي يمكن أن تلحقه إدارة ترامب بالشعب الأميركي».
بدوره، قال السيناتور ديك دوربين إن رفض المشروع كان سيؤدي إلى مزيد من الفوضى المالية، خاصة أن ترامب وماسك يواصلان تقليص حجم القوى العاملة في المؤسسات الفيدرالية وتعليق التمويل الحكومي بطرق غير قانونية.
احتجاجات وانقسامات داخلية
قرار الديمقراطيين بالموافقة على المشروع أثار استياءً واسعاً داخل الحزب، حيث وصفه السيناتور آدم شيف بأنه «يوم سيئ لأميركا ويوم أسوأ للحزب الديمقراطي»، منتقداً انقسام صفوف الديمقراطيين في مواجهة ترامب.
أما أوكاسيو-كورتيز، فقد شنت هجوماً حاداً على زملائها في مجلس الشيوخ، معتبرة أن دعمهم للمشروع «دمر فرص التعاون المستقبلي بين الديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ»، مضيفة: «ما سيحدث بعد ذلك يقع على عاتقهم».
ورغم هذه الانقسامات، حاول زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب، حكيم جيفريز، تهدئة الأوضاع قائلاً «حزبنا ليس طائفة، نحن ائتلاف سياسي، ومن الطبيعي أن نختلف أحياناً بشأن بعض القرارات».
احتفاء جمهوري ودعم من ترامب
في الوقت الذي واجه فيه شومر احتجاجات من مئات المتظاهرين أمام منزله في نيويورك، احتفى ترامب بتمرير القانون، مغرداً عبر «تروث سوشال» مهنئاً شومر على «قيامه بالشيء الصحيح»، واصفاً قراره بأنه «تحلى بالشجاعة».
في المقابل، شنت منظمات بيئية هجوماً على الديمقراطيين الذين دعموا مشروع القانون، محذرة من أن هذه الخطوة منحت ترامب وماسك «تفويضاً مفتوحاً» لتدمير الوكالات البيئية وتقويض الوظائف الحكومية.
يأتي تمرير القانون وسط تصاعد الخلافات داخل الحزب الديمقراطي، ما قد يؤثر على استراتيجيته في الانتخابات الرئاسية المقبلة، في ظل غياب السيطرة على البيت الأبيض أو الكونغرس أو المحكمة العليا، تبدو قدرة الديمقراطيين على مواجهة ترامب ضعيفة، ما لم يتمكنوا من إعادة توحيد صفوفهم وإيجاد استراتيجية أكثر فعالية لمجابهة سياساته.