في أول زيارة لمسؤول أميركي إلى الصين منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، التقى السيناتور ستيف داينز، أحد أبرز داعمي ترامب، نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنغ يوم السبت في قاعة الشعب الكبرى في بكين.
جاء اللقاء في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين توترات جديدة بسبب التعريفات الجمركية الأميركية واتهامات مفادها أن بكين لا تفعل ما يكفي لوقف تدفق الفنتانيل إلى أميركا، حسب ما نقلت رويترز.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
في مستهل اللقاء، حاول نائب رئيس الوزراء الصيني تخفيف الأجواء بتعليقات ودية حول مظهر داينز، قائلاً إنه يبدو «أصغر سناً وأكثر وسامة» مما يظهر على التلفاز، لكن خلف هذه المجاملات، كانت هناك ملفات شائكة مطروحة للنقاش، تتصدرها الممارسات التجارية بين البلدين، والعجز التجاري الأميركي، والأزمة المتفاقمة بسبب تدفق الفنتانيل.
ملفات ساخنة على الطاولة
أكد داينز أن الصين أصبحت ثاني أكبر سوق عالمي لشركة «بروكتر آند غامبل»، إذ سبق له العمل معها خلال فترة إقامته في الصين قبل أكثر من 30 عاماً، كما شدد على أهمية النقاشات الجادة حول العلاقات الثنائية، معتبراً أن الحوار البناء هو السبيل لحل الخلافات بين البلدين.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
كما كشف داينز عن خططه للقاء رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ يوم الأحد، بالتزامن مع انطلاق منتدى التنمية الصيني، الذي يحضره العشرات من كبار التنفيذيين العالميين، بمن فيهم ممثلون عن الشركات الأميركية.
الضغوط الأميركية بشأن الفنتانيل والعجز التجاري
قبل زيارته، صرّح داينز لشبكة «فوكس نيوز» بأنه سيطالب الصين باتخاذ إجراءات أكثر صرامة لوقف تصدير المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع الفنتانيل، الذي يتم تهريبه إلى المكسيك قبل وصوله إلى الأسواق الأميركية، وأكد السيناتور أن بكين يمكنها فعل المزيد للحد من هذه الأزمة.
كما أشار إلى نيته مناقشة العجز التجاري الأميركي مع الصين، وضرورة تعديل الممارسات التجارية بين البلدين.
التعاون خيرٌ من المواجهة
من جانبه، أبدى نائب رئيس الوزراء الصيني استعداد بلاده للحوار «الصريح» مع الولايات المتحدة، لكنه شدد على أنه يجب أن يكون قائماً على «الاحترام المتبادل».
وأضاف: أن «الصين والولايات المتحدة لديهما مصالح مشتركة واسعة، ويمكنهما أن يكونا شركاء وأصدقاء بدلاً من خصوم، ما يعود بالفائدة على البلدين والعالم».
وعقب اللقاء، أكدت السفارة الأميركية في الصين أن داينز كرر مطالب ترامب بشأن الفنتانيل، وأعرب عن أمله في محادثات رفيعة المستوى قادمة بين البلدين.
خلفية التوترات التجارية
تأتي هذه الزيارة في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي اضطرابات متزايدة، إذ فرض ترامب مؤخراً رسوماً جمركية جديدة على السلع الصينية، متهماً بكين بعدم اتخاذ إجراءات كافية لوقف تدفق المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع المخدرات إلى أميركا.
ومن المتوقع أن يعلن ترامب قريباً عن جولة جديدة من التعريفات الجمركية تشمل دولاً أخرى تفرض ضرائب على المنتجات الأميركية، ما قد يعمّق الأزمة التجارية مع الصين.
في ظل هذا المشهد المعقد، تبقى الأسواق العالمية مترقبة لأي خطوات جديدة من واشنطن وبكين، إذ يمكن لأي تصعيد إضافي أن يؤثر على أسعار السلع والتجارة الدولية والاستثمارات العالمية.
(رويترز)