في خطوة مفاجئة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية على الواردات من أكثر من 180 دولة، ضمن ما أطلق عليه «يوم التحرير» الاقتصادي. وتشمل هذه الخطوة رسوماً بنسبة 10 في المئة على جميع الواردات، فيما تفرض معدلات أعلى على الدول التي تعاني الولايات المتحدة من عجز تجاري كبير معها، وهو ما أصاب قطاع الأزياء في مقتل، إذ إن أكثر من 98 في المئة من الملابس والأحذية في الولايات المتحدة تستورد من الخارج، ما يجعل أي تغييرات في الرسوم الجمركية ذات تأثير مباشر وعميق على السوق الأميركية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
خسائر أبرز الدول الرئيسية في إنتاج الأزياء
تُعتبر دول مثل الصين، التي تعتمد عليها علامات كبرى مثل برادا وزارا في الإنتاج، من بين أكبر المتضررين برسوم تصل إلى 54 في المئة.
أما فيتنام، حيث يُصنع أكثر من نصف أحذية نايكي العام الماضي، فستخضع لرسوم قدرها 46 في المئة، وتلقت بنغلاديش، التي تمثل صناعة الملابس فيها 80 في المئة من صادراتها، ضربة برسوم 37 في المئة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
في حين تواجه باكستان، المُصنع الرئيسي للملابس الجينز، رسوماً بنسبة 29 في المئة، بينما فُرضت على الاتحاد الأوروبي، الذي يشكل 70 في المئة من سوق السلع الفاخرة العالمي، رسوم بنسبة 20 في المئة، وفقاً لصحيفة ذا غارديان البريطانية.
الارتباك يسود الصناعة
أوضح الرئيس التنفيذي لمنصة تومورو المتخصصة في تطوير العلامات الفاخرة، ستيفانو مارتينيتو، أن الأمر بالغ التعقيد، قائلاً «المنتجات لا تُصنع في مكان واحد، الأقمشة من إيطاليا، والأزرار من الصين، والتغليف من كوريا، والتجميع قد يتم في تركيا، من غير الواضح حالياً أي جزء من المنتج سيخضع للرسوم».
هذا الغموض في التطبيق يُربك الشركات التي تعاني بالفعل من تداعيات البريكست وجائحة كوفيد، وسط توقعات بمزيد من التباطؤ وعدم الاستقرار في السوق.
أسهم الموضة تنهار
تراجعت أسهم العلامات الكبرى في الأسواق عقب الإعلان، إذ هوت أسهم بوربري بنسبة 10 في المئة يوم الخميس، ثم تراجعت 6 في المئة إضافية يوم الجمعة، بإجمالي تراجع 16 في المئة في يومين.
كما شهدت كيرينغ، المالكة لعلامات مثل غوتشي وسان لوران، وLVMH، المالكة لديكور ولويس فويتون، انخفاضات كبيرة.
وترددت أنباء عن احتمال تجميد برادا لصفقتها المرتقبة للاستحواذ على فيرساتشي من مجموعة كابري هولدينغز حتى استقرار السوق.
العلامات الرياضية في مأزق جديد
العلامات الرياضية التي سبق أن نقلت خطوط إنتاجها من الصين إلى فيتنام وكمبوديا خلال رئاسة ترامب الأولى في 2019 لم تسلم من الضربات الجديدة، إذ تراجعت أسهم لولو ليمون ونايكي وأديداس وبوما نتيجة الرسوم المفروضة على تلك الدول.
السلع الفاخرة ارتفعت 52% منذ 2019.. والمستهلك سيدفع الثمن
من المتوقع أن تتأثر سلاسل التوريد بأكملها، بدءاً من المزارعين وحتى العمال المهرة، وقالت هيلين بروكليبنك، المديرة التنفيذية لـWalpole، التي تمثل سوق السلع الفاخرة البريطانية، إن الموقف «يتطلب التريث حتى تتضح التفاصيل»، لا سيما أن أميركا تمثل 22 في المئة من صادرات السلع الراقية البريطانية.
ارتفع متوسط أسعار السلع الفاخرة بنسبة 52 في المئة منذ عام 2019، ما يجعل مزيداً من الارتفاع أمراً حتمياً، مع احتمال لجوء المستهلكين للسلع المقلدة، وهو ما يفتح الباب لمخاطر مرتبطة بالاتّجار بالبشر واستغلال العمالة.
يرى مارتينيتو أن هذه الرسوم قد تُعيد الصناعة إلى الوراء نصف قرن، قائلاً «قد يُضطر المصممون الأوروبيون لبيع منتجاتهم داخل أوروبا فقط، والأميركيون داخل أميركا فقط».
وبينما تملك العلامات العملاقة القدرة على الصمود أمام هذه الهزة، يخشى كثيرون من أن المصممين المستقلين لن يتمكنوا من النجاة.