أعلنت هيئة الرقابة المالية في تايوان، يوم الأحد، فرض قيود مؤقتة للبيع على المكشوف للأسهم بدءاً من يوم الاثنين حتى الجمعة، في محاولة للحد من اضطرابات السوق الناجمة عن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الواردات التايوانية بنسبة 32 في المئة.
وأوضحت الهيئة في بيان أنها سترفع نسبة هامش البيع المكشوف من 90 في المئة إلى 130 في المئة، كما ستُحد من عدد الأسهم المسموح بيعها بهذا الشكل. ويُقصد بالبيع المكشوف اقتراض أسهم يتوقع المستثمر انخفاض سعرها لإعادة شرائها لاحقاً بسعر أقل وتحقيق أرباح.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
يأتي هذا القرار قبيل إعادة فتح السوق التايوانية يوم الاثنين بعد عطلة نهاية الأسبوع، في حين تكبدت الأسواق العالمية خسائر فادحة منذ إعلان الرسوم بلغت 5 تريليونات دولار في مؤشر إس آند بي 500 خلال يومين فقط.
وقال نائب رئيس هيئة الأوراق المالية والعقود الآجلة، كاو تشينغ-بينغ، إن هذه التدابير ترسل رسالة واضحة بأن «البيع المكشوف المضاربي غير مرحب به»، مؤكداً أن الهيئة تتابع التطورات من كثب وستعدل الإجراءات إذا استدعى الأمر.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
الدولار التايواني يواجه ضغوطاً.. والمركزي يطمئن
يتوقع متعاملون أن يواجه الدولار التايواني ضغوطاً أمام الدولار الأميركي عند فتح السوق، مع احتمالات تراجع البورصة وخروج رؤوس أموال، إلّا أن مصدراً رسمياً أوضح لوكالة رويترز أن الاحتياطيات الأجنبية الكبيرة للبنك المركزي كافية لدعم الاستقرار المالي.
منذ بداية العام، انخفض الدولار التايواني بنسبة 0.9 في المئة، فيما تراجع مؤشر الأسهم بنسبة 7.5 في المئة، ما يعكس هشاشة الوضع في ظل التصعيد التجاري العالمي.
وقال رئيس تايوان لاي تشينغ-تي، يوم الأحد، إن بلاده لن ترد بفرض رسوم جمركية مماثلة على الولايات المتحدة، بل ستعمل بدلاً من ذلك على إزالة الحواجز التجارية القائمة بين الجانبين.
تايوان متأثرة بالرسوم رغم إعفاء الرقائق الإلكترونية
تُعدّ تايوان من الدول التي طالتها الرسوم الجمركية الأميركية الأخيرة، رغم احتفاظها بفائض تجاري كبير مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن الرقائق الإلكترونية أو أشباه الموصلات، أحد أهم صادرات تايوان، مُعفاة من الرسوم الجديدة.
وفي لقاء مع قيادات الأعمال من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مقر إقامته، أقر الرئيس التايواني بأن اقتصاد البلاد قد يواجه صعوبات نتيجة اعتمادها على التجارة، لكنه أبدى تفاؤله بإمكانية التخفيف من التأثيرات المحتملة.
وقال لاي في بيان صادر عن مكتبه، نقلته وكالة رويترز، «في مواجهة الرسوم الأميركية 'المتبادلة'، لا تعتزم تايوان اتخاذ إجراءات انتقامية، ولن يحدث أي تغيير في التزامات الشركات التايوانية بالاستثمار في الولايات المتحدة طالما أن ذلك في مصلحة الوطن».
وأشار لاي إلى أن شركة تي إس إم سي، أكبر شركة لصناعة الرقائق الإلكترونية بالتعاقد في العالم، قد أعلنت مؤخراً استثماراً جديداً بقيمة 100 مليار دولار في الولايات المتحدة.
وأضاف «في المستقبل، وبالإضافة إلى توسعات تي إس إم سي، ستتمكن صناعات أخرى مثل الإلكترونيات، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والبتروكيماويات، والغاز الطبيعي من زيادة استثماراتها في السوق الأميركية، ما يعمّق التعاون الصناعي بين تايوان والولايات المتحدة».
وأوضح الرئيس التايواني كذلك أن بلاده ستعمل على معالجة الحواجز التجارية غير الجمركية التي تعتبرها الولايات المتحدة معياراً لتقييم عدالة التجارة.
وقال «الحواجز التجارية غير الجمركية تُعدّ مؤشراً للولايات المتحدة على مدى عدالة التجارة، وستقوم تايوان بمعالجة هذه الحواجز بفاعلية، لجعل المفاوضات التجارية أكثر سلاسة».
{{ article.formatted_date }}
