ترامب يشعل حرب الألومنيوم.. فرصٌ في الشرق الأوسط والإمارات بالصدارة

ترامب يشعل حرب الألومنيوم.. فرصٌ في الشرق الأوسط والإمارات بالصدارة

في الوقت الذي تسعى فيه العديد من الدول المصدرة لمعدن الألومنيوم للتأقلم مع الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الواردات الأميركية من الألومنيوم، يرى العديد من محللي قطاع التعدين والمعادن أن منطقة الشرق الأوسط يمكنها الاستفادة في ظل تطبيق تلك الرسوم الجمركية.

ويضيف المحللون، أنه لن تُغيّر تقلبات السوق قصيرة ومتوسطة الأجل المزايا طويلة الأجل لمنتجي الألومنيوم في الشرق الأوسط، إذ يعتمد إنتاجهم على انخفاض تكاليف الطاقة، وفي الوقت نفسه، سيحافظ التحول إلى الألومنيوم منخفض الكربون على شعبية منتجاتهم في بعض المناطق، مثل الاتحاد الأوروبي.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وتُعدّ دولة الإمارات العربية المتحدة من أبرز المنتجين والمصدّرين للألومنيوم على مستوى العالم ومنطقة الشرق الأوسط، حيث تحتل مكانة متقدمة في هذه الصناعة الحيوية، حيث بلغ إنتاج الإمارات من الألومنيوم الأولي في عام 2024 نحو 2.7 مليون طن، ما يمثل 4 في المئة من الإنتاج العالمي، ما يضعها في المرتبة الخامسة عالمياً بعد الصين، والهند، وروسيا وكندا.

تُعد شركة الإمارات العالمية للألومنيوم أكبر منتج للألومنيوم عالي الجودة في العالم، حيث بلغت مبيعاتها من الألومنيوم المصبوب الأولي 2.74 مليون طن في عام 2024.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

في عام 2024، كانت الإمارات ثاني أكبر مصدر للألومنيوم إلى الولايات المتحدة، حيث شكلت 8 في المئة من إجمالي واردات الألومنيوم الأميركية، بعد كندا التي زودت السوق الأميركية بنسبة 70 في المئة.

ترامب يشعل حرب الألومنيوم.. فرصٌ في الشرق الأوسط والإمارات بالصدارة
إنتاج مصاهر الألومنيوم

يقول فيتشي يوان، محلل بيانات البضائع السائبة الجافة والمتخصص في الألومنيوم بشركة كبلر، في تصريحات لـ«cnn الاقتصادية»، إنه لن تُغيّر تقلبات السوق قصيرة ومتوسطة الأجل المزايا طويلة الأجل لمنتجي الألومنيوم في الشرق الأوسط، إذ يعتمد إنتاجهم على انخفاض تكاليف الطاقة، «وفي الوقت نفسه، سيحافظ التحول إلى الألومنيوم منخفض الكربون على شعبية منتجاتهم في بعض المناطق، مثل الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى أن منتجي الألومنيوم في الشرق الأوسط سيستفيدون أيضاً من استراتيجيات تنويع وتوسيع عملياتهم».

وتقول كارين نورتون، المحللة الرئيسية للألومنيوم في S&P Global Commodity Insights في تصريحات لـ«CNN الاقتصادية»، إن منتجي الألومنيوم في منطقة الشرق الأوسط قد تزيد حصتهم من الصادرات إلى الولايات المتحدة إذا قامت كندا بالشحن إلى دول أخرى، على الرغم من أنه من المفهوم على نطاق واسع أن هذا سيتطلب علاوة سعرية في منطقة الغرب الأوسط أعلى من أعلى مستوى قياسي سُجّل مؤخراً، «حيث أعلنت شركة الإمارات العالمية للألومنيوم عن خططها لمشروع مصهر ألومنيوم أولي جديد في الولايات المتحدة، ورغم أنه مشروع طويل الأجل، فإنه في حال تقدمه، فمن المرجح أن يعزز مكانة الشركة في الولايات المتحدة».

وأضاف يوان، ستؤدي السيطرة الشاملة على سلسلة قيمة الألومنيوم، من البوكسيت إلى الألومينا، إلى خلق رافعة تشغيلية وتآزر في التكاليف بمنطقة الشرق الأوسط، «ونظراً لمزايا التكلفة، فمن المتوقع أن تكون شركة الإمارات العالمية للألومنيوم أقل تأثراً برسوم ترامب الجمركية مقارنةً بمورّدي الألومنيوم للولايات المتحدة في دول أخرى».

فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسوماً جمركية على جميع الواردات الصلب والألومنيوم في مارس آذار الماضي، بنسبة بلغت 25 في المئة.

وأضافت نورتون، أن أسعار الألومنيوم بدأت بالتراجع استجابةً للرسوم الجمركية، تحسباً لتأثيرها السلبي على الطلب. إذا بقيت الرسوم الجمركية عند مستوياتها الحالية، دون استثناءات، «لذلك نتوقع أن يبدأ ذلك في الانعكاس على صورة طلب أضعف قليلاً في النصف الثاني من هذا العام، وقد شعر المستهلكون الأميركيون بالتأثير الرئيسي حتى الآن، حيث وصل سعر قسط الغرب الأوسط القياسي المُقيّم من قِبل بلاتس إلى مستوى قياسي بلغ 41.75 سنت للرطل في أوائل مارس، ولم يبتعد كثيراً عن هذا المستوى منذ ذلك الحين».

وتقول المحللة الرئيسية للألومنيوم في S&P Global Commodity Insights، «لقد خفضنا توقعاتنا للطلب العالمي لعام 2025 إلى 2% نمواً سنوياً من 2.4% سابقاً، وإلى 2.1% لعام 2026 من 2.3%، ومن المتوقع أن يُعيق ارتفاع الأسعار الإقليمية الطلب الأميركي، ما سيُخلفُ آثاراً عالمية واسعة النطاق».

يقول محلل بيانات البضائع السائبة الجافة والمتخصص في الألومنيوم بشركة كبلر، إن رسوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب ستُلحق ضرراً بالطلب على الألومنيوم في الولايات المتحدة، حيث يُشجع ارتفاع الأسعار المستهلكين على البحث عن بدائل، «فعلى سبيل المثال، تُخطط صناعة المشروبات لاستبدال بعض علب الألومنيوم بأغلفة بلاستيكية ومع ذلك، فإن معظم الاستهلاك غير قابل للتعويض، ومن المرجح أن يتحمل المستخدمون النهائيون التكاليف الإضافية، لذلك نعتقد أن اعتماد الولايات المتحدة على الألومنيوم المستورد سيستمر على المدى المتوسط على الأقل، نظراً لصعوبة زيادة الإنتاج المحلي».