أعربت الولايات المتحدة عن تفاؤلها باستمرار المحادثات مع كبار المسؤولين الصينيين لليوم الثاني، الأحد، في محاولة لتهدئة التوترات التجارية التي نشأت إثر تطبيق الرئيس دونالد ترامب للتعريفات الجمركية بشكل عدائي.
ومع اقتراب المحادثات رفيعة المستوى في جنيف من نهايتها، قال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك لشبكة CNN الأحد: إن الإدارة «متفائلة بأن الأمور ستسير على ما يرام».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وجاء هذا التصريح بعد أن نشر ترامب على منصة «Truth Social» عقب اليوم الأول من المحادثات، مؤكداً أن مناقشات يوم السبت كانت «جيدة جداً»، واصفاً إياها بأنها «إعادة توازن كاملة تم التفاوض عليها بطريقة ودية ولكنها بنّاءة».
لم يصدر تعليق من بكين حتى يوم الأحد، لكن وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» وصفت المحادثات يوم السبت بأنها «خطوة مهمة في تعزيز حل القضية».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
تُعقد الاجتماعات المغلقة بين وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، والممثل التجاري جيميسون غرير، ونائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ في مقر السفير السويسري لدى الأمم المتحدة في جنيف.
بعد استراحة غداء استمرت ساعتين، عاد الوفدان إلى الفيلا الهادئة ذات الستائر الزرقاء الفاتحة على الضفة اليسرى من بحيرة جنيف نحو الساعة 3:30 مساءً (1330 بتوقيت غرينتش)، حسب ما أفاد صحفي من وكالة «فرانس برس» في الموقع.
وقال لوتنيك لشبكة CNN إن الفِرق كانت تعمل بجد على مفاوضات «مهمة جداً» لكلا الجانبين، لكنه لم يقدّم مزيداً من التفاصيل بشأن محتوى المحادثات.
التعريفات «خاسرة للطرفين»
تعد هذه المحادثات أول مرة يلتقي فيها كبار المسؤولين من أكبر اقتصادين في العالم وجهاً لوجه للتعامل مع قضية التجارة المثيرة للجدل منذ أن فرض ترامب تعريفات جمركية جديدة قاسية على الصين الشهر الماضي، ما أدّى إلى رد فعل قوي من بكين.
وقال كبير الاقتصاديين العالميين في «سيتي غروب» ناثان شيتس لوكالة «فرانس برس» إن «هذه المحادثات تعكس أن الوضع الحالي للعلاقات التجارية مع هذه التعريفات الجمركية المرتفعة للغاية لا يصب في مصلحة أي من الولايات المتحدة أو الصين»، واصفًا التعريفات بأنها «مقترح خاسر للطرفين».
التعريفات التي فرضها ترامب على عملاق التصنيع الآسيوي منذ بداية العام بلغت حاليًا 145٪، مع وصول الرسوم الجمركية الأميركية على بعض السلع الصينية إلى 245%.
في رد فعل انتقامي، فرضت الصين تعريفات بنسبة 125% على السلع الأميركية.
قبل الاجتماع، أشار ترامب إلى أنه قد يقوم بتخفيض التعريفات، مقترحاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن «التعريفات بنسبة 80% على الصين تبدو صائبة!»
لكن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أوضحت لاحقاً أن الولايات المتحدة لن تخفض التعريفات بشكل أحادي، وأن الصين يجب أن تقدم أيضاً تنازلات.
وفيما يتعلق بالاجتماع، قلل الجانبان من التوقعات بشأن حدوث تغييرات كبيرة في العلاقات التجارية، حيث أكد بيسنت أن التركيز سيكون على «تهدئة التوترات» وليس على «اتفاق تجاري كبير»، في حين أصرت بكين على أن الولايات المتحدة يجب أن تخفف التعريفات أولاً.
وقال غاري هافباور، زميل أقدم في معهد «بيترسون» للاقتصاد الدولي، إن حقيقة أن المحادثات تحدث «هي أخبار جيدة للأعمال ولأسواق المال»، لكنه حذّر من أنه «شديد التشاؤم» بشأن احتمال عودة العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى وضعها الطبيعي، مشيرًا إلى أن حتى التعريفات بنسبة 70 إلى 80% قد تؤدي إلى تقليص التجارة الثنائية إلى النصف.
الصين «أفضل تجهيزاً»
دخل نائب رئيس الوزراء الصيني المحادثات وهو مدفوع بالأخبار التي تفيد بأن صادرات الصين ارتفعت الشهر الماضي رغم الحرب التجارية.
وكان يُعزى هذا التطور غير المتوقع من قبل الخبراء إلى إعادة توجيه التجارة إلى جنوب شرق آسيا لتخفيف التعريفات الأميركية.
وقال هافباور إن «هناك إدراكاً بين بعض المسؤولين المعتدلين في إدارة ترامب مثل بيسنت ولوتنيك بأن الصين أفضل تجهيزًا للتعامل مع هذه الحرب التجارية من الولايات المتحدة».
تأتي المحادثات في جنيف بعد أن أعلن ترامب اتفاقاً تجارياً مع بريطانيا، وهو أول اتفاق مع أي دولة منذ أن بدأ حملة التعريفات الجمركية العالمية.
وأكد الاتفاق الذي لا يحمل طابعاً ملزماً، والذي بلغ خمس صفحات، للمستثمرين المترددين أن الولايات المتحدة على استعداد للتفاوض بشأن إعفاءات محددة من التعريفات الأخيرة، لكن تم الحفاظ على فرض 10% كحد أدنى من الرسوم على معظم السلع البريطانية.
بعد الإعلان عن الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، عبر المحللون عن تشاؤمهم بشأن احتمال أن تؤدي المفاوضات إلى أي تغييرات كبيرة في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وقال شيتس من «سيتي غروب»: «من الجيد أنهم يتحدثون، لكن توقعاتي حول نتائج هذه الجولة الأولى من المحادثات محدودة للغاية».
وفي منشوره على «Truth Social»، قال ترامب إن المحادثات قد أحرزت «تقدماً عظيماً!!»، وأضاف: «نريد أن نرى، من أجل مصلحة الصين والولايات المتحدة، فتح الصين أمام الأعمال الأميركية».