أوروبا تواجه أمر ترامب.. هل تدفع المزيد مقابل الأدوية الأميركية؟

أوروبا تدرس تداعيات أمر تنفيذي من ترامب يطالبها بدفع أسعار أعلى للأدوية. (شترستوك)
قطاع الأدوية
أوروبا تدرس تداعيات أمر تنفيذي من ترامب يطالبها بدفع أسعار أعلى للأدوية. (شترستوك)

أثار الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الاثنين، والذي يهدف إلى خفض أسعار الأدوية في الولايات المتحدة من خلال الضغط على الدول الأخرى لرفع أسعارها، حالة من الاستنفار السياسي والاقتصادي في أوروبا، إذ سارعت الحكومات إلى مراجعة مدى قدرة الولايات المتحدة فعلياً على فرض هذا التغيير على أنظمتها الصحية.

بحسب الأمر، فإن الإدارة الأميركية تخطط لاستخدام أدوات السياسة التجارية لإجبار دول مثل ألمانيا وبريطانيا والدنمارك على دفع أسعار أعلى للأدوية التي تنتجها شركات عالمية مقرها في تلك الدول.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

ويبلغ متوسط أسعار الأدوية في أوروبا نحو ثلث الأسعار الأميركية، ما دفع ترامب للقول «لن تستمر الولايات المتحدة في دعم أنظمة الرعاية الصحية الأجنبية».

أوروبا ترد: أنظمتنا لا تخضع للابتزاز التجاري

في كوبنهاغن، أعلن وزير الصناعة الدنماركي، مورتن بودسكوف، عن اجتماع طارئ مع شركات الأدوية الوطنية، ومنها شركة نوفو نورديسك التي تستفيد من الطلب العالمي على عقاقير مثل «أوزيمبيك» و«ويغوفي»، وفق رويترز.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وأكد الوزير أن «الرسالة من ترامب لا تغير من مكانة صناعتنا».

في بروكسل، أكدت المفوضية الأوروبية أنها ستقيم التأثيرات المحتملة على الصناعة الدوائية في القارة، بينما أعلنت وزارة الصحة الألمانية أن «تسعير الأدوية يتم عبر إطار قانوني واضح لا يخضع للتفاوض الخارجي».

زعزعة الابتكار والقدرة على التوريد

شركة نوفو نورديسك، ثالث أكبر شركة مدرجة في أوروبا بقيمة 265 مليار يورو، أبدت انفتاحاً على الحوار، بينما عبرت شركة آسترازينيكا عن دعمها لتوزيع أكثر عدالة لتكاليف الأدوية، لكنها حذرت من أن الخطوة الأميركية قد «تقوض الابتكار وتُضعف ريادة قطاع التكنولوجيا الحيوية الأميركي».

عقبات قانونية وواقعية أمام التنفيذ

يشير خبراء اقتصاد الصحة إلى أن تنفيذ قرار ترامب سيواجه عقبات قانونية، لأن العقود بين شركات الأدوية والحكومات سرية وخاضعة لأنظمة محلية صارمة، وفي المملكة المتحدة لا يُسمح برفع أسعار الأدوية دون موافقة جهاز الصحة الوطني، الذي يشتري الأدوية بأسعار تقترب من ربع الأسعار الأميركية.

أوروبا ترفض التمويل العكسي للصحة الأميركية

محللون في يو بي إس حذروا من أن القرار قد يؤثر سلباً على الإنفاق الصحي الأوروبي، خاصة في ظل التحديات المالية الناتجة عن شيخوخة السكان.

ويخشى البعض من أن القرار هو مقدمة لفرض رسوم جمركية على الأدوية، ضمن سياسة ترامب الأوسع لفرض أعباء التكلفة على الخارج.

وفي ظل تزايد التوترات التجارية، يرى مراقبون أن ترامب يستخدم ملف الدواء كورقة تفاوض جديدة، وبينما تسعى واشنطن لتقليص تكلفة الرعاية الصحية داخلياً، تبدو أوروبا مصممة على الحفاظ على استقلالية أنظمتها الصحية، ورفض أي محاولات لفرض تسعير خارجي بالقوة.