الإمارات على عرش الاستدامة.. جهود عالمية في الطاقة البديلة

الإمارات الأولى في العالم لإنتاج الألومنيوم بالطاقة الشمسية منذ 2021 (شترستوك)
الإمارات الأولى في العالم لإنتاج الألومنيوم بالطاقة الشمسية منذ 2021
الإمارات الأولى في العالم لإنتاج الألومنيوم بالطاقة الشمسية منذ 2021 (شترستوك)

تلجأ دول العالم كافة للتحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة (ضوء الشمس، الرياح، الأمطار)، ولكن مصادر الطاقة المتجددة تواجه عوائق كبيرة ومنافسة غير عادلة مع الوقود الأحفوري (النفط، الغاز)، إذ يعتمد بشكلٍ رئيسي على الوقود الأحفوري للحصول على الطاقة وفي الوقت نفسه بلغ التلوث الناجم عن الوقود الأحفوري مستويات قياسية.

من جانب آخر، تتوفر مصادر الطاقة المتجددة في دول العالم كافة، ولم تُستغل إمكاناتها بشكلٍ كامل، ومن الممكن أن نأتي بـ90 في المئة من كهرباء العالم من الطاقة المتجددة بحلول عام 2050، بحسب «آيرينا».

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

ويوجد العديد من الأسباب التي تجعل تسريع التحول إلى الطاقة النظيفة الطريق الصحيح نحو عالم صحي ومنها:

الطاقة المتجددة أكثر صحة

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

يتنفس نحو 99 في المئة من سكان العالم هواءً يُهدد صحتهم، وتُعزى أكثر من 13 مليون حالة وفاة حول العالم سنوياً إلى أسباب بيئية يُمكن تجنبها، بما في ذلك تلوث الهواء، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

ولذلك فإن التحول إلى مصادر طاقة نظيفة، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، لا يساعد فقط على معالجة تغيّر المناخ، بل أيضاً على معالجة تلوث الهواء والصحة.

أقل تكلفة

تُعدّ الطاقة المتجددة في الواقع أرخص اختيار للطاقة في معظم أنحاء العالم اليوم، إذ يمكن للكهرباء الرخيصة من المصادر المتجددة أن توفّر 65 في المئة من إجمالي إمدادات الكهرباء في العالم بحلول عام 2030.

ويمكنها أيضاً إزالة الكربون من 90 في المئة من قطاع الطاقة بحلول عام 2050، ما يُقلل انبعاثات الكربون بشكلٍ كبير ويساعد على التخفيف من آثار تغيّر المناخ.

فرص عمل

كل دولار يُستثمر في مصادر الطاقة المتجددة يخلق وظائف أكثر بثلاثة أضعاف من تلك الموجودة في صناعة الوقود الأحفوري.

وسيؤدي التحول نحو صافي انبعاثات صفري إلى زيادة إجمالية في وظائف قطاع الطاقة فبينما قد تُفقد نحو 5 ملايين وظيفة في إنتاج الوقود الأحفوري بحلول عام 2030، وسيتم خلق ما يقرب من 14 مليون وظيفة جديدة في مجال الطاقة النظيفة، ما سيؤدي إلى زيادة صافية قدرها 9 ملايين وظيفة، حسب تقديرات «آيرينا».

أول دولة في العالم تنتج الألومنيوم بالطاقة الشمسية

تعمل شركة الإمارات العالمية للألومنيوم على تقليل بصمتها الكربونية من خلال تبني نهج متقدم في الصناعة، إدراكاً منها لأهمية مساهمة الألومنيوم في تطوير مجتمعات أكثر استدامة بدءاً من مراحل التصنيع.

ومنذ عام 2021، أصبحت أول شركة في العالم تنتج الألومنيوم باستخدام الطاقة الشمسية، ويحمل هذا المعدن الاسم الترويجي «سيليستيال»، وأنتجت حتى 2023 نحو 162 ألف طن من ألمنيوم «سيليستيال» بالطاقة الشمسية، وتعتبر أول عملاء هذا المعدن وأكبرهم.

ويعتمد حجم إنتاج الشركة الفعلي من هذا المعدن كل عام على واردات الطاقة الشمسية من شبكة كهرباء الإمارات، لذلك قامت الشركة عام 2022 بشراء شهادات طاقة نظيفة على إنتاج نحو 80 ألف طن من ألمنيوم سيليستيال مقابل 1.1 مليون ميغاوات/ ساعة من الكهرباء التي توفّرها شركة مياه وكهرباء الإمارات.

وتقوم الشركة حالياً ببناء أكبر مصنع لإعادة تدوير الألمنيوم في الدولة، بطاقة إنتاجية تبلغ عند اكتماله 170 ألف طن سنوياً، بالإضافة إلى قيامها بتشييد مصنع تجريبي لتحويل بقايا «البوكسيت» في موقعها بأبوظبي، وهي أحد أنواع النفايات الناتجة عن عملية تكرير الألومينا، إلى تربة مصنّعة صالحة للزراعة.

ألمنيوم «سيليستيال» المصنوع بالطاقة الشمسية يصل إلى الفضاء

احتفلت الإمارات العالمية للألومنيوم بتاريخ 17 يناير2025 بإطلاق القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات»، الذي طُوِّر بأيادٍ إماراتية في مركز محمد بن راشد للفضاء، وهو القمر الصناعي الأكثر تطوراً في المنطقة في مجال التصوير عالي الدقة، ووصول ألومنيوم «سيليستيال» المصنوع بالطاقة الشمسية إلى الفضاء.

ويُعدّ التعاون بين الشركة ومركز محمد بن راشد للفضاء خطوة بارزة لقطاع الفضاء الإماراتي في تنفيذ مبادرة «اصنع في الإمارات»، كما تدعم استراتيجية «مشروع 300 مليار»، وتحقيق هدف دولة الإمارات العربية المتحدة في تعزيز مكانتها في مجال استكشاف الفضاء عالمياً.

وطورت تقنيات صهر الألمنيوم الخاصة بها في الدولة لأكثر من 30 عاماً، وعام 2024 أكملت شركة الإمارات العالمية للألومنيوم مرحلة التصميم للجيل الجديد من تقنيات خلايا الصهر إيه إكس التي ستسهم في زيادة الإنتاجية وخفض استهلاك الطاقة والانبعاثات.

ويعد الألومنيوم الذي تصنعه الإمارات العالمية للألومنيوم من أكبر صادرات الدولة المصنوعة محلياً، إذ يتم بيعه في أكثر من 50 دولة حول العالم، وفي عام 2021 أصبحت الإمارات للألمنيوم أول شركة في العالم تنتج الألومنيوم تجارياً باستخدام الطاقة الشمسية من خلال اتفاقية مع هيئة كهرباء ومياه دبي.

أول مشروع لإنتاج الحديد بالاعتماد على الهيدروجين الأخضر

أبرمت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، شراكة مع مجموعة «إمستيل»، لتطوير مشروع مبتكر للهيدروجين الأخضر بهدف الحد من الانبعاثات الكربونية في قطاع الصلب الكثيف الاستهلاك للطاقة في الدولة.

ويعد هذا المشروع التجريبي الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو حالياً في مرحلة الإنشاء، ويقع ضمن مرافق مجموعة «إمستيل» في المدينة الصناعية بأبوظبي.

وقدتم تزويد المشروع بالمحللات الكهربائية للمساعدة في إنتاج الحديد الأخضر، الذي يُعدّ منتجاً عالي الجودة تسعى شركات الصلب العالمية إلى إنتاجه بغية تحقيق أهدافها الخاصة بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية.

إطلاق أول منشأة للطاقة المتجددة في العالم

أطلقت شركتا أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» ومياه وكهرباء الإمارات أكبر وأول مشروع من نوعه على مستوى العالم يجمع بين الطاقة الشمسية وبطاريات تخزين الطاقة في أبوظبي.

ويعد المشروع خطوة مهمة تسهم في تحقيق نقلة نوعية في نظم الطاقة، حيث سيوفّر الطاقة المتجددة على مدار الساعة بما يكرّس ريادة الإمارات عالمياً في نشر حلول الطاقة المتجددة، ويسهم في توفير نحو 1 غيغاواط يومياً من الحمل الأساسي من الطاقة المتجددة، ليشكّل أكبر محطة للطاقة الشمسية مزودة بنظم بطاريات لتخزين الطاقة على مستوى العالم.

يضم المشروع الواقع في إمارة أبوظبي محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 5.2 غيغاواط «تيار مستمر»، إضافة إلى أنظمة بطاريات لتخزين الطاقة بقدرة 19 غيغاواط/ ساعة.

600 مليار درهم استثمارات الإمارات بالطاقة النظيفة حتي 2050

شهد عام 2017 إطلاق استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، التي تعد أول استراتيجية موحدة للطاقة في الدولة تعتمد على العرض والطلب.

وتهدف الاستراتيجية إلى زيادة حصة الطاقة النظيفة ضمن إجمالي مزيج الطاقة من 25 في المئة إلى 50 في المئة بحلول عام 2050، والحدّ من البصمة الكربونية لتوليد الطاقة بنسبة 70 في المئة، وبالتالي توفير 700 مليار درهم بحلول عام 2050، كما تسعى إلى زيادة كفاءة استهلاك الأفراد والشركات للطاقة بنسبة 40 في المئة.

وفي عام 2021، أعلنت دولة الإمارات المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، لتصبح بذلك أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تطلق هذه المبادرة الاستراتيجية.

وأعلنت الإمارات والولايات المتحدة في يناير 2023 إطلاق المرحلة الأولى للشراكة الاستراتيجية بين الجانبين لاستثمار 100 مليار دولار لتنفيذ مشروعات للطاقة النظيفة في مختلف أنحاء العالم.

واشتملت المرحلة الأولى على تخصيص 20 مليار دولار لتمويل مشروعات للطاقة النظيفة والمتجددة تبلغ طاقتها الإنتاجية 15 غيغاواط في الولايات المتحدة قبل عام 2035، «وام».

14 % نمواً بتوليد الطاقة المتجددة بالمنطقة خلال 2025

توقعت «آيرينا» أن يشهد قطاع الطاقة المتجددة في دولة الإمارات ودول منطقة الشرق الأوسط نمواً ملحوظاً خلال السنوات المقبلة، مع ارتفاع توليدها في الشرق الأوسط بمعدل سنوي قدره 14 في المئة خلال الفترة من 2025 إلى 2027.

وتسهم الزيادة المتوقعة في معدل توليد الطاقة المتجددة في زيادة حصتها من إجمالي إنتاج الكهرباء من 5 في المئة إلى 7 في المئة خلال فترة التوقعات، مدعوماً بنمو الطاقة الشمسية الكهروضوئية التي تمثّل المحرك الرئيسي لنمو مصادر الطاقة المتجددة، حيث سترتفع حصتها من نحو 55 في المئة إلى 70 في المئة بحلول عام 2027.

وتمثّل دولة الإمارات مع المملكة العربية السعودية الجزء الأكبر من النمو في المنطقة، متوقعاً ارتفاع التوليد السنوي للطاقة الشمسية في المنطقة بنسبة 23 في المئة من 2025 حتى 2027.

نظرة عالمية

شكّلت مصادر الطاقة المتجددة 92.5 في المئة من إجمالي توسع الطاقة الإنتاجية عام 2024، ارتفاعاً من 85.8 في المئة خلال عام 2023.

وارتفعت حصتها من إجمالي الطاقة الإنتاجية المُركّبة عالمياً من 43 في المئة إلى 46.4 في المئة خلال الفترة نفسها، ما يعكس تسارع تبني الطاقة المتجددة وتباطؤاً في إضافات الطاقة غير المتجددة.

وظلت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح عاملين أساسيين في هذا الزخم، إذ شكّلتا معاً 96.6 في المئة من صافي توسع الطاقة المتجددة.

الطاقة الشمسية تأخذ الزمام

ظلت الطاقة الشمسية المحرك الرئيسي لهذا التوسع، إذ شكّلت 42 في المئة من إجمالي مزيج الطاقة المتجددة العالمي.

ونما قطاع الطاقة الشمسية وحده بنسبة 32.2 في المئة، مضيفاً ما يقرب من 452 غيغاواط ليصل إجمالي الطاقة الإنتاجية إلى 1865 غيغاواط عالمياً.

وأسهمت تقنية الطاقة الشمسية الكهروضوئية تقريباً في جميع نمو الطاقة الشمسية، ما يدل على استمرار فاعليتها من حيث التكلفة وقابليتها للتوسع عام 2023.

ترجع جهود دولة الإمارات في عقد الشراكات الدولية في مجال نشر حلول الطاقة المتجددة إلى فترة طويلة، إذ أطلق صندوق أبوظبي للتنمية عام 2013 مبادرة لتمويل مشروعات الطاقة المتجددة في الدول النامية بالتعاون مع «آيرينا» بقيمة بلغت 350 مليون دولار لدعم الدول الأعضاء في «آيرينا» وتمكينها من توفير بنية تحتية متطورة تواكب متطلبات التنمية المستدامة، وتعزز القدرة الإنتاجية وتلبي الطلب المتزايد على الكهرباء والمياه وفق أعلى مستويات الجودة.

يشار إلى أن فعاليات الدورة الرابعة من مبادرة «اصنع في الإمارات»، انطلقت يوم الاثنين وتستمر حتى 22 مايو أيار الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، تحت شعار «تسريع الصناعات المتقدمة»

ويأتي ذلك بمشاركة 671 شركة محلية ودولية، وهي زيادة كبيرة مقارنة بالدورات السابقة، كما ارتفعت مساحة المعرض إلى أكثر من 68 ألف متر مربع، ومن المتوقع أن تستقطب الفعالية أكثر من 30 ألف زائر.

وتتولى وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة تنظيم المبادرة ضمن الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، التي تهدف إلى دعم تطوير القطاع الصناعي.