بين العقوبات والنفط والتجارة.. ترامب يطلق مبادرة وقف النار بين روسيا وأوكرانيا

ترامب يضغط للهدنة من خط التماس: مكالمة حاسمة مع بوتين وزيلينسكي اليوم (شترستوك)
ترامب يضغط للهدنة من خط التماس: مكالمة حاسمة مع بوتين وزيلينسكي اليوم
ترامب يضغط للهدنة من خط التماس: مكالمة حاسمة مع بوتين وزيلينسكي اليوم (شترستوك)

في لحظة توتر حاسمة، يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإجراء مكالمتين هاتفيتين مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مسعى مباشر لتحقيق اختراق نحو وقف إطلاق النار بعد أكثر من ثلاث سنوات على اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، نقلاً عن رويترز.

وصف الكرملين المكالمة الأولى مع بوتين، المقررة في تمام الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش، بأنها «مهمة» في ضوء جولة محادثات فاشلة بين موسكو وكييف عُقدت مؤخراً في إسطنبول، وانتهت دون التوصل إلى هدنة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

عبّر ترامب، الذي ألمح مراراً إلى أن بإمكانه إنهاء الحرب سريعاً، عبر منصة «تروث سوشيال» عن أمله في «يوم مثمر»، يتضمّن حديثاً مع بوتين حول «وقف حمام الدم» في أوكرانيا، بالإضافة إلى ملف التجارة.

وقال مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف إن الرئيس يعتقد أن شخصيته وقدرته على بناء علاقة شخصية مع بوتين كفيلة بتحقيق تقدم حقيقي.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

لكن هذه الثقة لا تُقابل بالإجماع داخل الإدارة الأميركية أو الأوساط الدبلوماسية. فقد قدّمت السفيرة الأميركية السابقة في أوكرانيا بريدجيت برينك استقالتها الشهر الماضي احتجاجاً على ما وصفته بـ«ضغوط منهجية على أوكرانيا بدلاً من الضغط على روسيا».

وكشفت أن اجتماعاً في البيت الأبيض في فبراير شباط كان لحظة فاصلة، عندما تعرّض زيلينسكي لـ«توبيخ علني» من ترامب وفريقه.

قالت برينك بوضوح «السلام بأي ثمن ليس سلاماً، بل استرضاء... والتاريخ يعلمنا أن الاسترضاء يُمهّد للمزيد من الحروب».

في المقابل، تؤكد إدارة ترامب أن المفاوضات لن تكون بلا تكلفة على روسيا، إذ صرّح وزير الخزانة سكوت بيسنت بأن الرئيس الأميركي مستعد لفرض عقوبات إضافية في حال لم يتفاوض بوتين بـ«نية حسنة»، معتبراً أن العقوبات المفروضة خلال إدارة بايدن لم تكن كافية لأنها لم تمس عائدات روسيا النفطية بشكل مباشر.

ورغم عدم التوصل إلى اتفاق في محادثات إسطنبول، التزمت روسيا وأوكرانيا بإجراء تبادل لألف أسير حرب من كل جانب خلال الأسبوع الجاري، بحسب تأكيدات مسؤولين أوكرانيين.

زيلينسكي، من جهته، كثّف تحركاته الدبلوماسية قبيل مكالمته مع ترامب، والتقى في روما نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو، إلى جانب عدد من القادة الأوروبيين، مؤكداً أن كييف «تمارس دبلوماسية حقيقية» بينما موسكو أرسلت «وفداً منخفض المستوى لا يملك قراراً».

شدد الرئيس الأوكراني، في منشور على منصة إكس، على أن بلاده لن تقبل بأي حل لا يفرض مزيداً من الضغوط على موسكو، قائلاً إن «الضغط ضروري حتى تقبل روسيا بوقف الحرب».

أما في باريس فدعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوتين إلى «إثبات رغبته في السلام» من خلال الموافقة على هدنة غير مشروطة لمدة 30 يوماً اقترحها ترامب وتحظى بدعم أوكراني وأوروبي.

وفي خلفية هذه المحادثات، أعلنت أوكرانيا عن أكبر هجوم بالطائرات المسيّرة منذ بداية الغزو الروسي، إذ أطلقت موسكو 273 طائرة انتحارية ومضلّلة استهدفت مناطق كييف ودنيبرو ودونيتسك، ما يعكس الواقع الميداني الذي لا يزال مشتعلاً رغم كل جهود التهدئة.