ترامب يضرب رفاهية أوروبا بـ50% جمارك.. وأسهم الأزياء تنهار

ترامب يضرب رفاهية أوروبا بـ50% جمارك... وأسهم الأزياء تنهار (شترستوك)
ترامب يضرب رفاهية أوروبا بـ50% جمارك... وأسهم الأزياء تنهار
ترامب يضرب رفاهية أوروبا بـ50% جمارك... وأسهم الأزياء تنهار (شترستوك)

في لحظة صادمة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يوصي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المئة على السلع القادمة من الاتحاد الأوروبي بدءاً من الأول من يونيو حزيران، ما تسبب في حالة من الذعر بأسواق الأسهم الأوروبية، وتحديداً في قطاع الرفاهية الذي يُعد أحد أكثر القطاعات حساسية للتقلبات التجارية العالمية.

نزل الخبر كالصاعقة على أسهم عمالقة الفخامة مثل لوي فيتون مويت هينيسي LVMH وهيرميس Hermès، إذ فقد السهمان ما يقارب 3 في المئة و4 في المئة من قيمتهما على التوالي، وسط موجة هبوط طالت شركات مثل كيرينغ  Kering وبرادا Prada وبربري Burberry.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وتكمن خطورة القرار الأميركي في أن السوق الأميركية تمثل نحو ربع مبيعات السلع الفاخرة الأوروبية، وكانت حتى وقت قريب تعتبر الملاذ الوحيد للنمو في ظل التباطؤ الصيني، ماركات مثل بيركنستوك Birkenstock تعتمد بنسبة تصل إلى 46 في المئة من مبيعاتها على أميركا، بينما مونكلير Moncler عند 14 في المئة، ما يسلط الضوء على هشاشة الهيكل التجاري المعتمد على سوق واحدة.

تعتبر شركة لويس فيتون هي الوحيدة تقريباً التي تمتلك منشآت إنتاج فعلية داخل الولايات المتحدة، إلا أن تقارير رويترز تكشف عن مشكلات تشغيلية تواجهها في أحد مواقعها، ما يعزز الشكوك حول قدرة العلامات الأوروبية على نقل الإنتاج إلى أميركا كحل بديل.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

في هذا السياق، أكدت محللة أس آند بي أن اللجوء إلى رفع الأسعار سيكون الأداة الرئيسية لمواجهة الأثر المالي للتعرفة الجديدة، وهو ما أكدته أيضاً شركة هيرميس، لكن السؤال الذي يطرح نفسه.. هل يستطيع المستهلك الأميركي تقبّل ارتفاع الأسعار في فترة اقتصادية غير مستقرة؟

القطاع ليس فقط مصدر أرباح، بل هو صاحب ثقل اقتصادي حقيقي، ففي فرنسا، يشغل قطاع الفخامة أكثر من 600 ألف شخص، بحسب بيانات وزارة الاقتصاد، أما إيطاليا، التي تُعد عاصمة صناعة الجلود الراقية في العالم، فتمثل صناعة الأزياء أكثر من 5 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي، ما يعني أن الضرر لن يكون في بورصة باريس فقط، بل في القاعدة الصناعية والاجتماعية لأوروبا ككل.

وللإشارة، فإن أرقام 2024 تعكس مدى اعتماد السلع الأوروبية الفاخرة على السوق الأميركية، إذ صدّرت فرنسا 890 مليون يورو من النبيذ الفوار (أغلبه شمبانيا) و1.27 مليار يورو من الكونياك، فيما بلغت صادرات إيطاليا من حقائب الجلد الراقية 770 مليون يورو.

في قراءة سريعة، يبدو أن الرسوم الجمركية الجديدة لا تستهدف فقط سلعاً فاخرة بل نمط حياة أوروبي كامل يرتكز على الذوق، والحرفية، والتاريخ، والعلامات التجارية الرمزية.

لكنها أيضاً اختبار حقيقي لمدى مرونة أوروبا أمام السياسات الأميركية المتقلبة، ولقدرة القطاع الخاص على تجاوز الصدمات الخارجية دون خسارة جوهر الفخامة أو ولاء المستهلك.