أُسندت إلى ألكسندر، نجل برنارد أرنو، مهمة شاقة، وهي إعادة إحياء وحدة مويت هينيسي الشهيرة للمشروبات، الأسوأ أداءً في مجموعة LVMH، في خضم حرب جمركية عالمية. في حال نجاحه، قد يتقدم الشاب البالغ من العمر 33 عاماً في سباق الخلافة بين خمسة أشقاء لقيادة تكتل شركات الرفاهية LVMH الذي تبلغ قيمته 280 مليار دولار والذي يرأسه والده، أغنى سادس رجل في العالم، والأغنى على الإطلاق في قطاع السلع الفاخرة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
يوم الثلاثاء الماضي استقبل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ألكسندر ووالده، وأشار إلى الابن باعتباره «المستقبل» ثم اجتمع لاحقاً مع الضيفين.
يشغل أبناء أرنو الخمسة مناصب إدارية في إمبراطورية الرفاهية التي تضم أكثر من 70 علامة تجارية، بما في ذلك علامة الأزياء ديور، ودار المجوهرات تيفاني، على الرغم من أن والدهم، البالغ من العمر 76 عاماً، لا يزال يتولى زمام الأمور ولم يُبدِ أي نية للتنحي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ديلفين (50 عاماً) هي الرئيسة التنفيذية لشركة ديور، بينما أنطوان (47 عاماً) هو رئيس إدارة التواصل في المجموعة، وتولى فريدريك (30 عاماً) مؤخراً منصب الرئيس التنفيذي لشركة الاقمشة الإيطالية، لورو بيانا، وترأس جين (26 عاماً) قسم التسويق لساعات لويس فيتون.
شغل ألكسندر سابقاً منصباً رفيعاً في شركة المجوهرات الأميركية تيفاني، وانضم إلى مويت هينيسي في فبراير كنائب للرئيس التنفيذي الجديد، جان جاك غويوني، وهو مستشار موثوق لبرنارد، وشغل سابقاً منصب المدير المالي لشركة LVMH لمدة عقدين.
وقال برنارد أرنو بعد توليهما منصبيهما «دعونا نمنحهما عامين لإظهار ما يُمكنهما فعله».
نصف الاسم
«مويت هينيسي» هي مصدر الحرفين الأخيرين في اسم المجموعة LVMH، أما أول حرفين فينتميان إلى «لويس فوتون».
وتُعتبر «مويت هينيسي» من الأعمال «خفيفة الأصول» للمجموعة، حيث يتم بيع المشروبات عبر موزعين تابعين لجهات خارجية بدلاً من إرهاق الشركة الأم بإدارة شبكات التوزيع.
و«مويت هينيسي» هي مصدر تقليدي لتدفقات الدخل للمجموعة بأكملها، حيث حققت مبيعات بلغت قرابة 6 مليارات دولار في عام 2024، ولكن في العام الماضي، ومع تراجع الطلب في كلٍّ من الولايات المتحدة والصين، انخفضت المبيعات للعام الثاني على التوالي، بينما تقلصت الأرباح التشغيلية بمقدار الثلث.
تنتج مقاطعتا «شامبانيا» و«كونياك» الفرنسيتان إنتاج الشركة من المشروبين، وبالطبع تخضع المقاطعتين للرسوم الجمركية الأميركية على الواردات من الاتحاد الأوروبي، وهي ثابتة حالياً عند 10 في المئة، ومن المقرر أن ترتفع إلى 20 في المئة في يوليو.
وقد هدد ترامب بفرض رسوم جمركية أعلى بكثير، تصل إلى 200 في المئة على المشروبات الكحولية الأوروبية في حال مضى الاتحاد الأوروبي قدماً في خططه لفرض ضريبة على ويسكي بوربون الأميركي في ظل نزاع تجاري متصاعد.
ويتطلب تجاوز هذه العراقيل فطنة دبلوماسية وتجارية.
عملاء أثرياء
في أول إعلان داخلي كبير لهما، أعلن غيوني وألكسندر في 30 أبريل أنهما سيخفضان عدد موظفي مويت هينيسي بنسبة 13 في المئة وسيركزان ميزانيات التسويق على أكبر علاماتهما التجارية العالمية، وفقاً لخطاب مصور اطلعت عليه رويترز.
وأخبر ألكسندر الموظفين الأسبوع الماضي أنه سيشرف شخصياً على أحد الأصول الرئيسية للشركة الذي واجه انخفاض في المبيعات؛ وحدة مويت هينيسي الخاصة التي تلبي احتياجات أغنى العملاء.
تُقدم الوحدة، التي تضم نحو 80 موظفاً، تجارب حصرية ومزيجاً مُخصصاً من المشروبات الروحية للأثرياء، وقد باعت برميلاً من ويسكي أردبيغ سكوتش مقابل 16 مليون جنيه إسترليني في عام 2022 لمستثمر خاص في آسيا.
صرح أرنو، وفقاً للفيديو «لقد قررنا أن نحول هذه الوحدة إلى كيان مستقل يتبعني مباشرةً».
وقد يُساعد التركيز على العملاء «الأرقى» في تخفيف الأثر الأوسع لتهديدات التعريفات الجمركية وتراجع طلب المستهلكين الذي يُسبب أبطأ نمو في صناعة السلع الفاخرة منذ عقد.
لكن قد يتردد عملاء مويت هينيسي من الطبقة المتوسطة، وهم قاعدة أكبر، في الشراء إذا تجاوز السعر المستويات الحالية البالغة 50 أو 60 دولاراً للزجاجة بسبب التعريفات الجمركية، وفقاً لمحللة بنك HSBC، آن لور بيسموث.
تراجع المساهمة
أسهم التدفق المستمر للأرباح من مويت هينيسي، التي اندمجت مع لويس فوتون عام 1987، لسنوات في تمويل استحواذ برنارد أرنو على علامات تجارية أخرى، بما في ذلك شركة صناعة الساعات هوبلو، وعلامة المجوهرات بولغاري، وافتتاح متاجر جديدة.
وأسهمت المشروبات الكحولية وحدها بأكثر من 40 في المئة من أرباح التشغيل للمجموعة في التسعينيات، إلا أن المساهمة الاقتصادية لهذا القسم قد تضاءلت.
لم تُمثل مبيعات النبيذ والمشروبات الروحية سوى 6 في المئة من أرباح المجموعة التشغيلية العام الماضي، مقارنةً بنحو 20 في المئة في عام 2015، وفقاً لأرقام محللي بيرنشتاين.
وتُقدر قيمة مويت هينيسي وحدها بنحو 14 مليار يورو (15.8 مليار دولار) وفقاً لتقديرات بنك HSBC، لكن برنارد أرنو، المعروف بتمسكه بأصوله، رفض الفكرة قائلاً في يناير «التخارج من الاستثمارات ليس مطروحاً».
ويقول بنك HSBC إن التركيز بشكل أكبر على منتجات «الرفاهية الخالصة» مثل الأزياء والجلود والساعات والمجوهرات من شأنه أن يمنح LVMH «محفظة استثمارية أكثر تماسكاً، ما يزيد من قيمتها السوقية».