بدأت الصين والهند، أكبر مستوردي الفحم الحراري في العالم، بتقليص وارداتهما من الفحم الإندونيسي منخفض السعرات الحرارية، مفضلتين الفحم عالي الجودة القادم من دول أخرى، مستفيدتين من تراجع الأسعار العالمية للفحم. ووفقاً لخبراء في القطاع، فإن الفحم عالي السعرات الحرارية، رغم ارتفاع كلفته، يقدم طاقة أكبر مقابل كل دولار يُنفقه، وقال فاسوديف باماني، مدير شركة «آي إنرجي ناتشورال ريسورسز» الهندية، «يمكن لمليون طن من الفحم عالي الكفاءة أن يحل محل 1.2 إلى 1.5 مليون طن من الفحم الإندونيسي».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
منافسة روسية ومكاسب إفريقية
فقد
الفحم الإندونيسي المتوسط والمنخفض الكفاءة التنافسية في الصين أمام الإمدادات الروسية المخفّضة السعر.
في المقابل، أشارت بيانات جمركية إلى أن الفحم المنغولي والصادرات القادمة من جنوب إفريقيا سجّلت مكاسب كبيرة على حساب إندونيسيا، لتبلغ مستويات قياسية في السوقين الصيني والهندي خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
كما زادت واردات الصين والهند من الفحم من دول مثل تنزانيا وكازاخستان وكولومبيا وموزمبيق، في حين استعادت أستراليا حصتها من السوق الصيني بعد فترة من التوترات التجارية.
تحول نحو السوق المحلي
انخفض إجمالي واردات الصين من الفحم بنسبة تقارب 10 في المئة خلال الفترة من يناير كانون الثاني إلى مايو أيار 2025 لتبلغ 137.4 مليون طن، بينما تراجعت واردات الهند بنسبة تفوق 5 في المئة إلى 74 مليون طن، وكانت إندونيسيا الخاسر الأكبر، إذ هبطت صادراتها إلى الصين بنحو 12.3 في المئة، وإلى الهند بواقع 14.3 في المئة.
وأمام هذا التراجع، تتجه شركات التعدين الإندونيسية إلى السوق المحلي، وسط توقعات بارتفاع الطلب الداخلي بنحو 3 في المئة هذا العام، مقابل انخفاض مرتقب بنحو 10 في المئة في الصادرات.
وتستفيد مصاهر النيكل من هذه التحولات، إذ تمثل الوجهة الأكثر جذباً للفحم الإندونيسي بفضل الأسعار الأفضل مقارنة بقطاع الطاقة أو الأسواق الخارجية.
وقال راملي أحمد، المدير التنفيذي لشركة «أومبيلين إنرجي» الإندونيسية، «صناعة المصاهر هي النقطة المضيئة الآن، فهي تمنحنا عائدات أفضل من السوق المحلي والخارجي».
ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022، تغيّرت خريطة تجارة الفحم العالمية، إذ دفعت العقوبات المفروضة على روسيا العديد من الدول إلى البحث عن مصادر جديدة للطاقة.
ووفّرت أسعار الفحم المنخفضة في الآونة الأخيرة فرصة للدول المستهلكة للاتجاه نحو فحم أكثر كفاءة، ما يزيد من الضغط على المصدرين التقليديين، وعلى رأسهم إندونيسيا، أكبر مصدر للفحم الحراري في العالم.