في عالم تتسارع فيه التحولات الاقتصادية وتشتد فيه الحاجة إلى الاستقرار، تؤكد شركة بلاك روك -أكبر شركة إدارة أصول في العالم- أن دولة الإمارات تبرز كنموذج فريد للاستقرار والتخطيط الاستراتيجي طويل المدى. جاء ذلك في تصريحات لكبير الخبراء الاستراتيجيين للاستثمار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى الشركة، بن باول، خلال مقابلة مع CNN الاقتصادية بالتزامن مع إطلاق التقرير نصف السنوي لبلاك روك بشأن التوقعات الاقتصادية العالمية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
أوضح باول أن التحول الذي تشهده الإمارات اليوم ليس وليد اللحظة، بل هو ثمرة عقود من العمل المستمر والتطوير المؤسسي، مدعوماً برؤية واضحة للمستقبل، وأضاف أن الإمارات أصبحت نقطة جذب للاستثمار والمواهب في وقت أصبح فيه الاستقرار نادراً على الساحة العالمية، مشيراً إلى أن المؤسسات الكبرى، ومن ضمنها بلاك روك، ترى أن هناك شيئاً حقيقياً واستراتيجياً يحدث في المنطقة، يتجاوز الظواهر المؤقتة أو الاندفاعات الطارئة.
وأشار إلى أن الإمارات لم تعد مجرد مصدر تقليدي لرأس المال، بل تحولت إلى لاعب عالمي متنوع الأدوار، فهي تستمر في تصدير رؤوس الأموال، وتستقطب في الوقت ذاته استثمارات أجنبية كبرى، إلى جانب دعمها المحلي لمبادرات تهدف إلى بناء مجتمعات أكثر قدرة على تحقيق الحرية المالية. ويرى أن هذا التحول يعكس بيئة فكرية واقتصادية طموحة تسعى لتطوير صناعات متقدمة ذات قدرة تنافسية عالمية، مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وفي رده على سؤال بشأن مدى قدرة الإمارات على بناء هذه الصناعات الجديدة، أكد باول أن التحولات التي تشهدها الدولة ليست عشوائية، بل ناتجة عن تخطيط استراتيجي دقيق، يدعمه استقرار سياسي وموقع جغرافي محوري، إضافة إلى بنية تحتية تشريعية وتنظيمية متطورة، وشدد على أن بلاك روك، بصفتها الشركة التي تدير أكبر أصول في العالم والتي تتجاوز قيمتها عشرات التريليونات من الدولارات، ترى فرصاً حقيقية في الإمارات والمنطقة، وتتطلع إلى لعب دور فعّال في ربط المستثمرين العالميين بهذه الفرص.
أما في ما يتعلق بدور المنطقة في مستقبل التمويل المستدام، فقد أشار باول إلى أن المنطقة، بقيادة الإمارات، مرشحة لتكون قوة مالية عالمية مؤثرة خلال السنوات القادمة، وأكد أنه لا توجد عقبات جوهرية تمنع هذا التحول، بل إن العوامل الحالية تعزز من هذا الاتجاه، خاصة في ظل التغيرات في مشهد الطاقة العالمي والتحولات الجيوسياسية.
كما لفت إلى أن اختيار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للمنطقة كأول وجهة خارجية له عند توليه الرئاسة لم يكن محض صدفة أو مجاملة سياسية، بل عكس إدراكاً استراتيجياً لأهمية المنطقة المتنامية، اقتصادياً وسياسياً.
ويرى باول أن الطموحات في الإمارات والمنطقة لا تزال في بداياتها، لكنها قابلة للنمو والتوسع بشكل كبير في السنوات المقبلة، وأكد أن التحول في مجال الطاقة يمثل فرصة ذهبية للمنطقة ليس فقط لتأمين مستقبلها الاقتصادي، بل أيضاً لتشكيل دور أكبر وأكثر تأثيراً على الساحة الدولية.
واختتم حديثه بالتأكيد على التزام بلاك روك بدعم مسيرة التحول الاقتصادي في الإمارات، عبر تقديم الخبرة العالمية وربط رؤوس الأموال الدولية بفرص استثمارية حقيقية وواعدة، بما يسهم في بناء نموذج اقتصادي جديد يجمع بين الاستدامة والابتكار والقدرة التنافسية.
{{ article.formatted_date }}
