البرازيل تستضيف «بريكس» وسط انقسامات حول الشرق الأوسط والدولار

صورة من اجتماع بريكس 2024 في روسيا (رويترز)
البرازيل تستضيف «بريكس» وسط انقسامات حول الشرق الأوسط والدولار
صورة من اجتماع بريكس 2024 في روسيا (رويترز)

تستضيف مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية قمة مجموعة «بريكس» يومي الأحد والاثنين، بمشاركة قادة وممثلين عن 11 دولة ناشئة، في وقت تتزايد فيه التحديات الجيوسياسية والاقتصادية على الساحة الدولية، وسط تباين في المواقف حيال قضايا محورية كالحرب في الشرق الأوسط وهيمنة الدولار.

ورغم التطلعات إلى تحقيق رؤية موحدة حول قضايا التنمية والتجارة العالمية، تأتي القمة وسط غياب لافت لعدد من القادة البارزين، على رأسهم الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي سيمثله رئيس الوزراء لي تشيانغ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يشارك عبر الفيديو نظراً لمذكرة التوقيف الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية، إضافة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وفق ما أفادت به مصادر حكومية برازيلية لوكالة فرانس برس.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

ملفات ساخنة على طاولة النقاش

تُلقي الأزمات الدولية بظلالها على أجندة القمة، خصوصاً الحرب الجارية في قطاع غزة والتوتر المتصاعد في الشرق الأوسط، إلى جانب تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على دول تتحدى الهيمنة الاقتصادية الأميركية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وقالت مارتا فرنانديز، مديرة مركز سياسات بريكس في جامعة ريو دي جانيرو، لوكالة فرانس برس: «نتوقع قمة تتسم بالحذر.. من المرجح أن يتم تجنب ذكر الولايات المتحدة بالاسم في البيان الختامي»، وأضافت أن الصين، مثلاً، تتبنى موقفاً متحفظاً إزاء الصراع في الشرق الأوسط، وتسعى لتفادي مواجهة مباشرة مع واشنطن.

وفي هذا السياق، أوضح أوليفر ستونكل، أستاذ العلاقات الدولية في مؤسسة «جيتوليو فارغاس»، أن تباين مصالح دول «بريكس» يحول دون إصدار بيان مشترك قوي بشأن الحرب في غزة، إلا أن البرازيل تأمل في التوصل إلى صياغات توافقية تتيح تعزيز التنسيق المستقبلي حول مثل هذه القضايا.

تعددية الأطراف.. تحت الاختبار

يسعى أعضاء «بريكس» إلى تعزيز التنسيق بشأن القضايا العالمية، مثل التغير المناخي، استعداداً لمؤتمر المناخ العالمي «كوب 30» الذي ستستضيفه البرازيل عام 2030، إضافة إلى دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وإصلاح النظام المالي العالمي.

غير أن بعض الملفات لا تزال شائكة، أبرزها مسألة تقليص الاعتماد على الدولار الأميركي في التبادلات التجارية، حيث تصف فرنانديز هذه النقاشات بأنها «شبه محظورة» داخل المجموعة، خصوصاً في ظل تهديدات ترامب الأخيرة.

من جانبه، قال وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا إن المجموعة «أظهرت مرونة تاريخية في التنسيق بشأن القضايا الدولية، ولا شيء يمنعها من لعب دور فاعل أيضاً في قضايا الشرق الأوسط».

توسع «بريكس» وتحديات الإجماع

منذ توسعها في عام 2023، بانضمام دول جديدة، تواجه «بريكس» تحديات في الوصول إلى مواقف موحدة، نظراً لتنوع الخلفيات الجيوسياسية والاقتصادية لأعضائها، وتشير فرنانديز إلى أن هذا التوسع «جعل بناء التوافق داخل المجموعة أكثر تعقيداً».

وتأسست «بريكس» في عام 2009 كتحالف بديل للقوى الاقتصادية الغربية، وتسعى اليوم لتعزيز نظام عالمي متعدد الأقطاب أكثر عدالة، لكن الطريق لتحقيق ذلك ما زال محفوفاً بالتناقضات والصراعات بين المصالح الوطنية لأعضائها.