بوتين لقمة بريكس: حان وقت تعزيز التعاون واستخدام العملات الوطنية

بوتين
بوتين لقمة بريكس: حان وقت تعزيز التعاون واستخدام العملات الوطنية
بوتين

في مداخلة عبر الفيديو خلال قمة مجموعة بريكس المنعقدة في البرازيل، وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسائل سياسية واقتصادية قوية، داعياً إلى تجاوز النموذج الاقتصادي العالمي القائم، وتعزيز التعاون بين دول الجنوب العالمي، وخاصة في مجال استخدام العملات الوطنية بدلاً من الدولار في التجارة الدولية.

وقال بوتين إن «نموذج العولمة الليبرالي الذي ساد خلال العقود الماضية لم يعد يتناسب مع الواقع الحالي، وبات عتيقاً»، مضيفاً أن هذا النموذج لم يخدم سوى مصالح «نخبة ضيقة من الدول الغربية»، على حد تعبيره.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

دعوة لاستخدام العملات الوطنية

وفي سياق حديثه عن التحديات الاقتصادية، شدد الرئيس الروسي على ضرورة تعزيز استخدام العملات الوطنية بين دول البريكس في المبادلات التجارية والاستثمارية، في خطوة تهدف إلى تقليص الاعتماد على الدولار والنظام المالي الغربي.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وأشار إلى أن هذه السياسة ليست موجهة ضد أي جهة، لكنها تعكس «حق الدول في بناء نظام مالي عالمي أكثر عدالة وتعددية».

وتُعد روسيا من أبرز الدول الداعية إلى هذا التوجه، في ظل العقوبات الغربية الواسعة المفروضة عليها منذ بداية الحرب في أوكرانيا، والتي شملت تجميد احتياطاتها من العملات الأجنبية، وعزل بعض بنوكها عن نظام «سويفت» العالمي.

تعزيز دور البريكس

واعتبر بوتين أن مجموعة بريكس –التي توسعت مؤخراً لتضم دولاً مثل الإمارات وإيران ومصر– تملك إمكانات كبيرة لإعادة تشكيل موازين القوى الاقتصادية عالمياً، داعياً إلى «هيكلة جديدة للتعاون الاقتصادي الدولي» تكون أكثر تمثيلاً للجنوب العالمي.

وقال: «من خلال تعزيز الشراكات في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والتجارة والبنية التحتية، يمكن لمجموعة بريكس أن تصبح أحد أركان النظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب».

وأضاف بوتين: معاً نمتلك قوةً هائلةً سياسية واقتصادية وعلميّة وإنسانية. مشبرا إلى أن مجموعة البريكس تمثل ثلث مساحة اليابسة في العالم ونصف سكان الكوكب، و40% من الاقتصاد العالمي ويبلغ إجمالي ناتجها المحلي 77 تريليون دولار.

حضور غائب ولكن مؤثر

رغم غياب بوتين جسدياً عن القمة نتيجة مذكرة التوقيف الدولية الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، فإن مداخلته عبر الفيديو جاءت في وقتٍ حساس يشهد تصاعداً في التوتر بين الشرق والغرب ومحاولات جادة من دول البريكس لإعادة التوازن في المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد والبنك الدوليين.

وكانت القمة افتُتحت بدعوات مماثلة من زعماء آخرين، بينهم رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا ورئيس البرازيل لولا دا سيلفا، اللذين أكدا أهمية إصلاح نظام الحوكمة العالمي وتعزيز دور الجنوب العالمي في صنع القرار الدولي.