أقدم حديقة وطنية في العالم.. رهان أحفاد جنكيز خان على جذب السياحة

قاطرة بخارية تعبر منغوليا، الشهيرة بالطبيعة الخلابة، في يوم صيفي مشمس، العاصمة أولان باتور، منغوليا. شاتر ستوك
أقدم حديقة وطنية في العالم.. رهان أحفاد جنكيز خان على جذب السياحة
قاطرة بخارية تعبر منغوليا، الشهيرة بالطبيعة الخلابة، في يوم صيفي مشمس، العاصمة أولان باتور، منغوليا. شاتر ستوك

يكبر العديد من تلاميذ المدارس الأميركية وهم يدركون أن منتزه يلوستون الوطني كان أول منتزه وطني في العالم، ولكن في منغوليا، جنوب العاصمة أولان باتور، يوجد المتنزه الأقدم في التاريخ.

كما هو الحال في منغوليا، ترتبط حديقة ومحمية (بوغد خان أول) بجنكيز خان، مؤسس الإمبراطورية المغولية في القرن الثالث عشر الميلادي، والذي لا يزال اسمه وصورته منتشران في كل مكان في منغوليا الحديثة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

كان طغرل خان الصديق المقرب لوالد جنكيز خان، يحمي الجبل الذي يطل على محمية بوغد خان أول ويُبجله، ووفقاً للكتاب التاريخي «الحياة السرية للمغول»، وهو أقدم كتاب موجود في منغوليا، فقد منع طغرل خان أي شخص من الصيد وقطع الأشجار، من بين أنشطة أخرى، منذ القرن الثالث عشر.

اليوم، على عكس العاصمة المُزدحمة شديدة التلوث، فإن محمية بوغد خان أول، التي أُدرجت كمحمية من قِبل اليونسكو عام 1996، تتميز بمرور نهر تيريلج عبر أشجار الصنوبر والبتولا والحور الرجراج، وحول الأشجار تحوم الفراشات البيضاء في مجموعات جميلة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

بفضل المكانة المرموقة التي حظيت بها الحديقة منذ زمن طويل، ازدهرت العديد من النباتات والحيوانات المحلية، محميةً من الصيد الجائر والتوسع الزراعي، وتشمل هذه الحيوانات غزال المسك النادر والأرنب القطبي، لكن ينبغي على الزوار الانتباه إلى النسور والخنازير البرية.

الأقدم

يقول سارول-إردين مياغمار، وهو من مواليد أولان باتور ومتخصص في شؤون منغوليا في مكتبة الكونغرس بواشنطن العاصمة، إن جبل بوغد خان أول هو «مقدس ورمزي لجميع المغول»، وتعني (بوغد) قديس باللغة المنغولية، و(أول) تعني جبلاً، بينما (خان) هو لقب الحاكم أو الملك، لذا يمكن ترجمة بوغد خان أول «جبل القديس الخاص بالملك».

تم «وضع الحماية» لبوغد خان خلال القرن الثالث عشر، ما جعل الحديقة تتفوق على منافسيها بعدة قرون، حيث تُعتبر محمية مين ريدج في دولة ترينداد وتوباغو الكاريبية، التي تأسست عام 1776، أقدم منطقة محمية في العالم الغربي، بينما تأسست يلوستون في أميركا بعد مئة عام تقريباً، عام 1872، وأُنشئت أول حديقة وطنية في أستراليا عام 1879، وكندا عام 1885، وفرنسا عام 1963، ومصر (محمية رأس محمد) عام 1983.

على عكس يلوستون وغيرها من الحدائق الشهيرة، لا تزال (بوغد خان أول) مجهولة نسبياً في بقية العالم، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى موقع منغوليا، فهذه الدولة الحبيسة ذات المناخ البارد، لا تستقبل عادةً الكثير من الزوار الدوليين، ومعظم المعلومات حول الحديقة وتاريخها متوفرة باللغة المنغولية فقط.

لكن هذا الوضع آخذ في التغير، حيث تستثمر منغوليا بكثافة في السياحة، وتأمل أن ينمو هذا القطاع ليساهم بنسبة 10 في المئة في اقتصادها بحلول عام 2030، مراهنةً على (بوغد خان أول)، و29 حديقة وطنية أخرى، كما تُعد منغوليا موطناً لبعض من أكثر المزارات الطبيعية تنوعاً في العالم، من بينها صحراء جوبي، ووادي أورخون المُدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وجبال ألتاي، وبحيرة خوفسغول الجميلة.

وزار منغوليا حوالي 808 آلاف سائح أجنبي في عام 2024، وهو أعلى رقم في التاريخ.

مخيمات جير

يهتم العديد من الوافدين إلى منغوليا بزيارة الحديقة الوطنية والتوقف عند تل زيسان، موطن نصب تذكاري يحمل الاسم نفسه، وهو مُهدى للجنود السوفيت والمغول الذين قُتلوا خلال الحرب العالمية الثانية.

ويقع المدخل الشمالي لبوغد خان أول على بُعد مسافة قصيرة سيراً على الأقدام من نصب زيسان التذكاري، وكلاهما يقع على بعد ساعة ونصف تقريباً من مطار جنكيز خان الدولي، المطار الرئيسي للبلاد.

يختار معظم السياح الأجانب رحلات المشي لمسافات طويلة في بوغد خان أول، لكن من يرغبون في المبيت لديهم خيارات محدودة مع الشركات المحلية التي تدير مخيمات «جير»، وهي خيام منغولية دائرية تقليدية، وهذه المخيمات، التي يصعب أن تراها خارج منغوليا، ريفية ولا تحتوي إلا على المرافق الأساسية، لكنها توفر فرصة نادرة لتجربة الهدوء والسكينة الاستثنائية أثناء مشاهدة النجوم ومتابعة تساقط الثلوج.

يرتبط مطار جنكيز خان حالياً بالمراكز الآسيوية الرئيسية مثل سيئول وهونغ كونغ وبكين، وتُشغل شركة يونايتد إيرلاينز الأميركية رحلات موسمية إلى منغوليا من الولايات المتحدة، ولكنها تتطلب التوقف في طوكيو.
(CNN)