يُزاح يوم الأربعاء، الستار عن أولى فعاليات «الطريق إلى كوب 28»، قُبيل نحو ثمانية أشهر على انطلاق القمة المناخية التي تستضيفها دولة الإمارات في الفترة من نهاية نوفمبر تشرين الثاني حتى منتصف ديسمبر كانون الأول من العام الجاري.
تركز الفعالية التي يقودها الشباب على زيادة الوعي بمدى أهمية قضية التغير المناخي، بالإضافة إلى إشراك مختلف فئات المجتمع في الاستعدادات لمؤتمر كوب 28.
وتعوّل الإمارات بشدة على الشباب في إنجاح الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف، إذ أعلنت في يناير كانون الثاني عن تكليف شما المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع، بمنصب رائدة المناخ للشباب في كوب 28.
ما الدور الذي يمكن أن يلعبه الشباب في كوب 28؟
يضم العالم، في الوقت الحالي، أكبر جيل من الشباب في التاريخ، يبلغ عددهم 1.8 مليار شاب تتراوح أعمارهم بين 10و24 عاماً، سيدفع هؤلاء الشباب الثمن الكامل لتداعيات تغير المناخ على عقود طويلة من الزمن، لذلك يسعون إلى تكثيف جهودهم لتسريع وتيرة العمل المناخي والتحول نحو عالم أكثر اخضراراً.
«يمثّل الشباب محركاً رئيسياً لطموحات العمل المناخي على مستوى العالم، فهم المجموعة الأكثر قدرة على إحداث تأثير فعال من خلال توظيف قدراتهم لإيجاد حلول مبتكرة لتحديات تغير المناخ، والمساهمة في رفع مستوى الوعي العام» وفقاً لتصريحات سابقة لوزيرة التغير المناخي والبيئة الإماراتية مريم المهيري.
وسيشهد الحدث إطلاق مبادرات لدعم مشاركة الشباب في جهود الأمم المتحدة الخاصة بالمناخ، وتمويل الابتكارات المناخية الخاصة بهم.
ويرى رضا مسلم مدير شركة «ثروت» للاستشارات الاقتصادية، أن الإمارات من أكثر الدولة العربية اعتماداً على الشباب في كل الأنشطة الاقتصادية والمناصب القيادية.
وقال لـ«CNN الاقتصادية» إن اختيار الشباب لتولي قيادة الفعالية الأولى من الطريق نحو قمة المناخ «كوب 28»، ترجع إلى قدرتهم على ابتكار حلول فعالة للقضايا المناخية، خاصةً أنهم الفئات الأكثر تضرراً من التغيرات المناخية.
بينما اعتبر أشرف الشياني، وهو باحث تونسي متخصص في مجال تغير المناخ، خلال حوار مع «CNN الاقتصادية» أنه عندما تُمنح الفرصة للشباب للتعلم بنشاط والمشاركة في الأنشطة والأحداث المتعلقة بالمناخ، يزداد الوعي لديهم بتغير المناخ، ويصبح لديهم القدرة على إعادة توجيه انتباه المجتمعات المحلية والدولية نحو القضايا المناخية.
وأضاف أنه كان هناك تمثيل مشرف للشباب في قمة المناخ «كوب 27» في مصر، لكن لم يكن هناك إطار تنظيمي أو مؤسسي كاف للاستفادة من هذا التمثيل.
ومؤتمر الأطراف «كوب» هو اجتماع دولي سنوي يعقد كل عام بهدف العمل على تطوير الأهداف والحلول المناخية؛ إذ يجتمع القادة من جميع أنحاء العالم للحديث عن موضوعات المناخ ومساهماتهم المنصوص عليها وطنياً في اتفاقية باريس للمناخ.