لم تحرز الغالبية العظمى من الشركات الكبرى في العالم أي تقدم يُذكر خلال السنوات الخمس الماضية للحد من التلوث الناتج عن ارتفاع درجة حرارة الأرض.. وفق تقرير لـ«إي إس جي بوك»، فإن هذه الشركات لم تَخطُ خطوات كافية لتجنب التغير الكارثي للمناخ.
ووجد التقرير الذي اطلعت عليه شبكة «CNN» أن نحو 22 في المئة فقط من أكبر 500 شركة عالمية من حيث القيمة السوقية حرصت على التوافق مع أهداف اتفاقية باريس، التي تهدف للحفاظ على درجة الحرارة العالمية دون 1.5 درجة مئوية، وعلى الرغم من أن نسبة الشركات المتعاونة جاءت أعلى قليلاً من عام 2018 عندما سجلت 18 المئة فإنها ما زالت ضئيلة لدعم جهود حماية الكوكب.
ويعتبر علماء المناخ أن ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية أعلى من 1.5 درجة نقطة تحول رئيسية، يمكن بعدها أن تزداد فرص حدوث الظواهر البيئية المتطرفة مثل الفيضانات الشديدة والجفاف الحاد وحرائق الغابات ونقص الغذاء.
وتزداد المخاوف مع توقعات وكالة الطاقة الدولية الشهر الماضي بأن يتدفق ما يزيد على تريليون دولار من استثمارات الطاقة إلى قطاع النفط والغاز والفحم هذا العام، وهو أعلى بكثير من المستوى المطلوب لتحقيق هدف صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050.
خطوات بطيئة تحتاج إلى دفعة قوية
وغطى التقرير شركات عالمية بقيمة سوقية لا تقل عن عشرة مليارات دولار في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين والهند و الاتحاد الأوروبي، والتي تحمل المسؤولية الأكبر عن الانبعاثات الضارة، سواءً بشكل مباشر عن طريق عملياتها، أو بشكل غير مباشر عن طريق استهلاك منتجاتها.
وأظهرت البيانات زيادة طفيفة للغاية في عدد الشركات البريطانية والهندية والأوروبية التي تتماشى سياساتها مع أهداف اتفاقية باريس لخفض الانبعاثات منذ عام 2018.
على جانب آخر، كان التقدم أفضل في الولايات المتحدة والصين، إذ ارتفعت نسبة الشركات الأميركية المتماشية مع أهداف باريس إلى 20 في المئة (من 11 في المئة في 2018)، وزادت نظيرتها في الصين إلى 12 في المئة (مقارنةً بـ3 في المئة فقط قبل خمس سنوات).
ويرى الرئيس التنفيذي لشركة «إي إس جي بوك»، دانييل كيلير، أن هناك حاجة إلى مزيج من السياسات الحكومية الأكثر صرامة، والتغييرات في سلوك المستهلك، والدعم التكنولوجي لإحداث تحول حقيقي في مسار المناخ الحالي.
وقال إن المؤسسات الاستثمارية، مثل صناديق التقاعد، لها دور مهم في توجيه المزيد من رأس المال نحو الاستثمار في الطاقة المتجددة.
بصيص أمل يلوح في الأفق
وعلى الرغم من ذلك، هناك علامات أكثر إيجابية على زيادة تدفق الأموال لدعم مشروعات الطاقة النظيفة، إذ من المرجح أن يتجاوز الاستثمار في الطاقة الشمسية مستويات الاستثمار في إنتاج النفط لأول مرة هذا العام، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.
وفي هذا السياق، ذكر المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، في تقرير الشهر الماضي أنه مقابل كل دولار يُستثمر في الوقود الأحفوري، يذهب نحو 1.7 دولار الآن إلى الطاقة النظيفة، وهي نسبة جيدة إذا تمت مقارنتها بخمس سنوات ماضية، عندما كانت هذه النسبة واحد إلى واحد.
في غضون ذلك، حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في تقرير صدر في مايو أيار، من احتمالات قوية (بنسبة 66 في المئة) لارتفاع درجة حرارة الكوكب فوق 1.5 درجة مئوية لمدة عام واحد على الأقل في السنوات الخمس المقبلة.
وفي حين أن هذا سيكون مجرد زيادة مؤقتة، إلا أنّه علامة واضحة على مدى تسارع تغير المناخ، ما قد يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات سطح البحر، والمزيد من تقلبات الطقس، وانهيار النظم البيئية الحيوية، بحسب المنظمة.
(هنا زيادي- CNN)