عند زيارتك أي موقع إلكتروني خاص بمنتجعات المالديف ستجد صفحة كاملة تسلط الضوء على التزامها بنهج الاستدامة.

وتأخذ لغة الدعاية الجديدة التي تنتهجها تلك المنتجعات أسلوباً جديداً، فاستخدام مصطلحات مثل «إدارة النفايات» و«تآكل التربة» و«توليد الطاقة الشمسية» لا يثير في مخيلة السائحين مناظر الشواطئ الهادئة والمياه الزرقاء.

تشكل المياه نسبة 99 في المئة من مساحة المالديف، وتتكون البلد، التي تبلغ مساحتها 90 ألف كيلومتر، من ما يزيد على 1000 جزيرة.

ولكن هل يهتم السائحون حقاً بمصداقية البلد الشديدة بشأن مدى تأثرها بالتغيرات البيئية؟

وفقاً لخبير الأحياء المائية بمنتجع فيرمونت بالمالديف، صمويل ديكسون، الإجابة القصيرة هي «نعم».

ديكسون هو مدير الاستدامة في المنتجع الفاخر، ويشرف على جميع المبادرات المستوحاة من البيئة في الفندق المكون من 120 فيلا، بدءاً من حماية الشعاب المرجانية التي يبلغ طولها 9 كيلومترات، إلى تنفيذ استراتيجيات توفير الطاقة المتطورة.

وقال ديكسون لشبكة CNN «نشهد الآن ارتفاعاً هائلاً في عدد المسافرين المهتمين بالبيئة، لا سيما في سوق الضيافة الفاخرة»، وأضاف «لاحظت وجود الكثير من الاستفسارات حول طبيعة عملي هنا، سواء الأعمال المتعلقة بترميم الشعاب المرجانية، أو الحفاظ على السلاحف، أو إعادة التدوير، أو مصادر طاقتنا ومدى استخدامنا للطاقة الشمسية».

إعادة تدوير المخلفات

أوائل 2022، شارك ديكسون في افتتاح مركز مزود بالآلات المتخصصة التي تحول النفايات البلاستيكية إلى هدايا تذكارية، وأثاث، ولوازم المدارس المحلية، حسب الطلب.

وأشار إلى كم نفايات لا ينضب قائلاً «نقوم بإزالة ما بين ثلاثة إلى خمسة كيلوغرامات من النفايات في الصباح فقط من هذا المنتجع، ونحو كيلوغرام إلى كيلوغرامين من البلاستيك، ولذا فإننا نجمعها ونقوم برحلات إلى جزر أخرى غير مأهولة أيضاً».

يُغسل البلاستيك لإزالة أي أوساخ، ثم يُقطّع إلى حبيبات صغيرة يمكن استخدامها بطريقتين، إما بصهرها وتشكيلها على هيئة هدايا تذكارية ثلاثية الأبعاد، أو تسطيحها وتحويلها إلى صفائح تستخدم في صناعة قطع أثاث.

على الرغم من أن كمية البلاستيك التي يستطيعون الحصول عليها صغيرة بالنسبة لتلك التي تلوث المحيطات بشكل عام، فإن ديكسون أشار إلى أهمية تذكير الزائرين بالمشكلات التي تواجهها جزر المالديف، ورأي أن الاستعانة بهم في مواجهة تلك المشكلات أمر مفيد.

حديقة مرجانية جديدة

على بعد عشرات الأمتار من الشاطئ الرئيسي للمنتجع السياحي يقع تمثال معدني كبير، تم وضعه كبيئة تسهم في تضاعف الشعب المرجانية عليه وحوله مُكوِّنة حديقة مرجانية يمكن للنزلاء الغوص بالقرب منها واستكشاف الحياة البحرية المتكونة عليها.

قال ديكسون “لقد تم تصنيع التمثال بالكامل من مادة متعادلة الأُس الهيدروجيني، لذا فهو غير سام للحياة البحرية ولا يحتوي على ملوثات ضارة”، وأضاف “انتقل 120 نوعاً من الأسماك للعيش في الحديقة المرجانية، لذا فقد أصبحت موطناً صغيراً للحياة البحرية وهو أمر رائع أن نعرضه على الضيوف”.

كارلا كريبس (CNN)