تسبب انهيار سد كاخوفكا في دمار العديد من القرى، وعلى الرغم من بدء انحسار المياه فإن آثار الحطام المنتشرة على طول نهر دنيبرو تسببت في تحويل ساحل أوديسا على البحر الأسود إلى مكب للنفايات ومقبرة للحيوانات، وفقاً للسلطات الأوكرانية.
وقالت وزارة الشؤون الداخلية الأوكرانية على موقعها الإلكتروني في نهاية الأسبوع «تم نقل الكثير من الألغام والذخيرة والعناصر المتفجرة إلى البحر وإلقاؤها على الشاطئ»، مضيفة أن حرس الحدود لاحظوا تفشي الأوبئة بين الأسماك في المنطقة.
وبحسب التصريحات الواردة عن رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في أوكرانيا أولكسندر بروكودين، يوم السبت، فقد قامت السلطات بإجلاء 2699 شخصاً، بينهم 178 طفلاً، من مستوطنات معرضة للخطر في منطقة خيرسون منذ انهيار السد حتى الآن.
وأوضح بروكودين في تصريحاته أن السباحة وصيد الأسماك محظوران في المنطقة، ونصح المواطنين بشرب المياه المعبأة أو المياه المستوردة فقط، مشيراً إلى أن تركيز المواد الضارة في عينات المياه التي تم جمعها جاء أعلى بعشر مرات من الحدود المسموح بها.
وأوضح بروكودين أن مساحة الأراضي التي غمرتها الفيضانات في منطقة خيرسون انخفضت بمقدار النصف تقريباً، وانخفض متوسط منسوب المياه بمقدار 27 سم إلى 4.45 متر.
كما حذّر من أن العواصف الرعدية والرياح العاصفة المتوقعة يوم الأحد لن تسمح للمتطوعين بإجراء أي عمليات إنقاذ.
وكان السد الواقع في جنوب أوكرانيا قد انهار في السادس من يونيو حزيران، في واحدة من أكبر الكوارث الصناعية والبيئية في أوروبا منذ عقود، متسبباً في تدمير قرى بأكملها وحرمان عشرات الآلاف من السكان من الكهرباء والمياه النظيفة.
تداعيات بعيدة المدى
وامتدت آثار انهيار سد كاخوفكا خارج حدود منطقة خيرسون، إذ تسببت في قطع إمدادات المياه جزئياً عن منطقة دنيبروبتروفسك التي تضم العديد من القرى (مثل مارانيتس، ونيكوبول، وبوكروفسك، وهروشيفكا)، حسب ما أفاد موقع وزارة الشؤون الداخلية الأوكرانية يوم الأحد.
كما أدى انهيار السد إلى تدمير جزء كامل من أحد مسارات السكك الحديدية بالقرب من قرية نيكوبول، وفقاً لهيئة السكك الحديدية الأوكرانية.
إضافة إلى ذلك، أفادت خدمة الطوارئ الحكومية الأوكرانية بأن الطرق المؤدية إلى قرية أفاناسيفكا التي يقطنها نحو 379 شخصاً انقطعت بالكامل.
ويأتي ذلك في الوقت الذي دعا فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المجتمع الدولي لتقديم مساعدات عاجلة لإنقاذ ضحايا انهيار السد في المناطق التي تحتلها روسيا.
وعلى الرغم من قيام العديد من المسؤولين الغربيين بإلقاء اللوم على موسكو في انهيار السد، فإنّه يصعب تحديد ما إذا كان الانهيار ناتجاً عن فعل متعمد كجزء من حرب روسيا في أوكرانيا، أم أنه خرق غير متعمد ناتج عن فشل هيكلي.
(ماريا نايت- CNN).