تبذل كندا جهوداً هائلة للسيطرة على حرائق الغابات التي تأتي في أشد صورها هذا العام بسبب تأثيرات التغير المناخي، وما يزيد الوضع سوءاً هو نقص أعداد قوات الإطفاء التي تعوق جهود السيطرة على الحرائق.
ويحذر الخبراء من أن قلة الموارد ستحد من قدرة الدولة على إطفاء النيران المشتعلة التي يُتوقع أن تزداد حدة في المستقبل، ما يؤثر سلباً على حياة المجتمعات والقطاعات الصناعية المختلفة كالنفط والغاز والتعدين والأخشاب.
وأظهر استطلاع أجرته رويترز لجميع مقاطعات وأقاليم كندا الـ13 (باستثناء إقليم يوكون الذي لم يرد على طلب رويترز للحصول على معلومات في هذا الشأن) أن الدولة توظف 5500 رجل إطفاء، وهو أقل من العدد المطلوب بنحو 2500 شخص.
وتعليقاً على ذلك، قال مايك فلانيجان –خبير حرائق الغابات والأستاذ بجامعة تومسون ريفرز في كولومبيا البريطانية_ أن هذا النوع من عمليات الإطفاء يتسم بشدة الحرارة والأدخنة، فضلاً عن الأضرار الصحية التي قد يسببها على المدى الطويل، لذلك، يصعب إيجاد الموارد البشرية اللازمة للقيام بهذه المهمة الصعبة.
وأشار المسؤولون إلى أنه على الرغم من مد فترة قبول طلبات التوظيف وتحمل تكلفة التدريب لتشجيع المزيد من الأشخاص على التقدم، ظل الإقبال ضعيفاً على التقدم للوظيفة في كولومبيا البريطانية ونوفا سكوتيا وألبرتا.
أزمة أكبر وإمكانات أقل
وفي مثل هذه الظروف، عادةً ما تلجأ المقاطعات والأقاليم الكندية لمشاركة الفرق والمعدات مع بعضها البعض، بالإضافة لطلب الدعم من الجيش والشركاء الدوليين، لكن الأمر أسوأ هذا العام نتيجة اندلاع النيران في شرق وغرب البلاد في الوقت نفسه، ما أدى لضغط كبير على فرق وطائرات الإطفاء.
ويرى الخبراء أن ظروف العمل القاسية لا تشجع الكنديين على الإقبال على هذه المهمة، ففرق الإنقاذ تعمل لمدة 12-14 ساعة يومياً على مدار أسبوعين متواصلين وسط أجواء شديدة الحرارة وكثيفة الأدخنة، وفي مناطق برية نائية بعيدة عن المدينة، هذا فضلاً عن المقابل المادي المنخفض الذي لا يتناسب مع حجم الجهد وصعوبة المهمة، إذ يتراوح متوسط أجر رجل الإطفاء في موسم الحرائق من 18 دولاراً كندياً في الساعة في مقاطعة مانيتوبا إلى 30 دولاراً كندياً في الساعة في كولومبيا البريطانية.
ومع تزايد حدة ورقعة الحرائق، تحتاج كندا لتوظيف أيدي عاملة إضافية لدعم فرق الإطفاء الرسمية في البلاد، لكن ذلك يكبدها تكاليف طائلة والتي يُتوقع أن تزيد في المستقبل، فوفقاً للبيانات الحكومية، ارتفعت تكلفة السيطرة على حرائق الغابات بنحو مليار دولار كندي خلال ستة من الأعوام العشرة الماضية، بينما ارتفعت بمقدار 150 مليون دولار كندي لكل عشرة أعوام منذ عام 1970.