أعلنت السلطات الصحية المصرية إصابة المئات من سكان قرية تابعة لمحافظة قنا بأعراض وُصفت بالـ«غريبة» وإن كانت غير قاتلة، قبل أن تتمكن من التعرّف على الفيروس الذي أصابهم: حمى الضنك.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن 400 مليون شخص حول العالم معرّضون سنوياً للإصابة بحمى الضنك التي تنقلها بعوضة الزاعجة المصرية في المناطق ذات المناخ الاستوائي وشبه الاستوائي.
وتقول المنظمة الدولية إن قرابة 70 في المئة من حالات حمى الضنك التي يتم الإبلاغ عنها في قارة آسيا.
وليست مصر الدولة العربية الوحيدة التي سجلّت حالات لحمى الضنك خلال الشهور الماضية، إذ أعلنت كل من سلطنة عُمان والسودان والصومال تسجيل عدّة حالات خلال الأشهر الاثني عشر الماضية.
وتتصدر البرازيل دول العالم من حيث عدد الإصابات المسجلة منذ بداية 2023، بأكثر من مليون إصابة خلال الأشهر الستة الأولى من العام.
وفي وقت سابق من الأسبوع، حذّر رئيس البرنامج العالمي لمكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة بمنظمة الصحة العالمية الدكتور رامان فيلايودان من ارتفاع حالات الإصابة بحمى الضنك التي تتزايد بتأثير من تغير المناخ، بحسب تعبيره.
وقد ربط فيلايودان ارتفاع نسب الإصابة بالمرض بالظروف الجوية المتغيرة في مناطق واسعة من العالم مثل ارتفاع درجات الحرارة وهطول الأمطار وفترات الجفاف الطويلة، التي يتسبب بها الاحتباس الحراري.
كانت منظمة الصحة العالمية قد سجلت ارتفاعاً ملحوظاً في الإصابات بالفيروس منذ بداية القرن الحادي والعشرين، حيث ارتفعت الحالات من أكثر من 500 ألف عام 2000 إلى 5.2 مليون حالة عام 2019، وهو الرقم الأكبر حتى الآن.
أعراض حمى الضنك
في حين عادة ما تتسبب الإصابة بالفيروس بأعراض بسيطة تمتد لأسبوعين كحدّ أقصى، مثل ارتفاع الحرارة والصداع وآلام العظام والعضلات والطفح الجلدي، فإن بعض المصابين يحتاجون للتدخل الطبي بعد إصابتهم بآلام شديدة في البطن، والقيء المستمر، إضافة إلى الشحوب وبرودة الجلد، ونزيف اللثة والأنف، وهي أعراض قد تؤدي إلى الوفاة إذا ما احتدّت ولم يتم علاجها.
ولا يوجد حتى الآن علاج فعّال للمرض الذي يطلق عليه البعض اسم « حمى تكسير العظام»، ويقتصر التدخل الطبي على علاج أعراضه.
وفي عام 2017، نشرت منظمة الصحة العالمية بياناً يوصي بعدم استخدام لقاح (Dengvaxia) الذي ظهر عام 2015 إلّا من قِبل الأفراد الذين سبق لهم الإصابة بحمى الضنك، وأن الطريقة الفعالة لتفادي الإصابة بالفيروس هي بتحاشي التعرض للدغات البعوض.
تاريخ حمى الضنك
بدأ انتشار الحمى التي حصلت على اسمها عام 1779 في كل من آسيا وإفريقيا والأميركتين، قبل أن تتسبب في موجات متلاحقة من الأوبئة في أماكن مختلفة من العالم.
ففي عام 1950، تسبب انتشارها بالفلبين في وفيات بين الأطفال، كما انتشرت بشكل واسع في الولايات المتحدة وكولومبيا وبورتوريكو عام 1970.
كذلك تسبب الفيروس في إعلان حالة الطوارئ بسريلانكا والهند والمالديف وكوبا وكينيا والصومال والصين وموزمبيق خلال الثمانينيات، وفي عام 1994 سُجلت عدة حالات في السعودية.