شهد العالم، هذا الصيف، الأشهر الثلاثة الأكثر حرارة على الإطلاق، وفقاً لمرصد كوبرنيكوس لتغير المناخ التابع للاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر بشأن تدهور الوضع المناخي حول العالم.
ذكر مرصد «كوبرينكوس» أن أغسطس آب الماضي كان ثاني أكثر الشهور حرارةً على الإطلاق في العصر الحديث، بعد يوليو تموز ويونيو حزيران 2023، كما أشار إلى استمرار ارتفاع درجة حرارة سطح البحر العالمية إلى متوسط 20.98 درجة مئوية، ووصول الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية إلى أدنى مستوياته.
سجلت عدة مناطق من نصف الكرة الشمالي موجات حارة، كما شهدت بعض الأجزاء من نصف الكرة الجنوبي درجات حرارة أعلى بكثير من المتوسط في الشتاء، تأثرت بها أستراليا وأجزاء من أميركا الجنوبية والقارة القطبية الجنوبية.
ولوحظ ارتفاع درجات حرارة سطح البحر في مناطق من المحيطات، في ظل استمرار تطور ظروف ظاهرة النينيو.
يعتقد الكثير من الناس أن تغير المناخ يعني أساساً ارتفاع درجات الحرارة، لكن ارتفاع درجة الحرارة ليس سوى بداية القصة، إذ يضرب الاحتباس الحراري الناتج عن النشاط البشري النظامَ البيئي في مقتل، إذ تشمل عواقب تغير المناخ الآن الجفاف الشديد، وندرة المياه، والحرائق الكبيرة، وارتفاع مستويات سطح البحر، والفيضانات، وذوبان الجليد القطبي، والعواصف الكارثية، وتدهور التنوع البيولوجي، وفقاً لموقع الأمم المتحدة.
وصلت تركيزات الغازات الدفيئة الناتجة في الأساس عن انبعاثات حرق الوقود الأحفوري إلى أعلى مستوياتها منذ مليوني سنة وهي مستمرةٌ في الارتفاع، ونتيجةً لذلك ارتفعت درجة حرارة الأرض بنحو 1.1 درجة مئوية عما كانت عليه في القرن التاسع عشر، وكان العقد الماضي هو الأكثر دفئاً على الإطلاق.
كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد قال في مؤتمر صحفي في يوليو تموز الماضي إن الهواء «غير قابل للتنفس، الحرارة لا تطاق، ومستوى أرباح الوقود الأحفوري والتقاعس عن العمل المناخي أمر غير مقبول» داعياً قادة العالم ليقوموا بدورهم تجاه حل لأزمة المناخ، مضيفاً أنه «لا مجال لمزيد من التردد، لا مزيد من الأعذار، لا مزيد من انتظار الآخرين، إذ ببساطة لم يعد هناك المزيد من الوقت لذلك».