أضاءت ألف طائرة بدون طيار السماء فوق النهر الشرقي بجوار مبنى الأمم المتحدة، وقدمت سلسلة من العروض التي تهدف لتثقيف وتوحيد وتنشيط المجتمع المحلي والعالمي بشأن أبرز قضايا أزمة المناخ العالمية، وغيرها من الحملات البيئية المهمة.

للتوعية بأزمة المناخ، أضاءت ألف طائرة درون السماء بجوار مبنى الأمم المتحدة في نيويورك. فرانس برس
للتوعية بأزمة المناخ وتسببها في حرائق الغابات، أضاءت ألف طائرة درون السماء بجوار مبنى الأمم المتحدة في نيويورك. فرانس برس

ويتزامن ذلك العرض مع الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة وقمة «الطموح المناخي» التي يعقدها الأمين العام للأمم المتحدة في المقر الرئيسي للمنظمة في نيويورك، في انطلاقة أسبوع المناخ.

في نهاية كل عرض، طُلب من المشاهدين مسح رمز الاستجابة السريعة «كيو آر كود» الظاهر في السماء، والذي ينقلهم إلى الحملات المرتبطة بعرض الطائرات.

ويحتوي رمز الاستجابة السريعة أيضاً على عبارة تحث المستخدم على الانضمام إلى مسابقة تهدف إلى تمكين البشرية نحو مستقبل مستدام من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي لتخيل الشكل الذي يمكن أن يبدو عليه هذا المستقبل، كما تم تشجيع المشاركين على إدخال أفكارهم الإبداعية للاختراعات والأماكن والبيئات التي يمكن أن تسهم في مستقبل مستدام.

للتوعية بأزمة المناخ، أضاءت ألف طائرة درون السماء بجوار مبنى الأمم المتحدة في نيويورك. فرانس برس
للتوعية بأزمة المناخ التي تضر بالكائنات الحية في المحيطات، أضاءت ألف طائرة درون السماء بجوار مبنى الأمم المتحدة في نيويورك على شكل دولفين. فرانس برس

هل عطلت أزمة المناخ الوصول لأهداف التنمية العالمية؟

من اجتثاث الفقر المدقع إلى القضاء على الجوع وتأمين الوصول إلى مياه صالحة للشرب وتحقيق المساواة بين الرجال والنساء وتوفير الصحة للجميع، تتضمن «أجندة 2030» التي تبنتها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة عام 2015 سبعة عشر هدفاً للتنمية المستدامة، ترمي إلى بناء مستقبل أفضل للجميع حتى نهاية العقد الحالي.

حذرت الأمم المتحدة من تقدم بطيء جداً على صعيد تحقيق غالبية أهداف التنمية المستدامة، ما يقلص الأمل بإحراز نجاح عام 2030، والأسوأ أن بعض هذه الأهداف إما سجلت تراجعاً أو اختفت بالفعل من جدول الأولويات مقارنة بعام 2015، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.

للتوعية بأزمة المناخ، أضاءت ألف طائرة درون السماء بجوار مبنى الأمم المتحدة في نيويورك. فرانس برس
للتوعية بأزمة المناخ وتداعياتها على الحياة البرية، أضاءت ألف طائرة درون السماء بجوار مبنى الأمم المتحدة في نيويورك. فرانس برس

وعطلت جائحة كوفيد التوجه نحو خفض الفقر المدقع، ما يوازي أقل من 2,15 دولار في اليوم، وفي حال استمرت الوتيرة الراهنة، فإن 575 مليون شخص سيظلون يعيشون في ظروف مماثلة عام 2030، معظمهم في قارة إفريقيا.

كذلك، عاد العالم إلى مستويات من الجوع تفاقمت بشكل كبير، إذ يعيش 1,1 مليار نسمة وسط ظروف أشبه بمدن الصفيح، وأكثر من مليارَي نسمة لا يزالون محرومين من المياه الصالحة للشرب، و38 طفلاً من كل ألف يموتون قبل بلوغ عامهم الخامس، مع ازدياد العواقب المدمرة للتغير المناخي.

أزمات مترابطة لعالم واحد

إن كل أهداف التنمية المستدامة مترابطة فيما بينها، ما يعني أن الاحتباس الحراري والأحداث المناخية القاسية تقوض غالبية هذه الأهداف، إذ تدمر البنى التحتية وتهدد وسائل البقاء.

ويؤكد مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر استحالة اختيار هدف واحد لإنقاذه على حساب الأهداف الأخرى، وأضاف «يمكننا استخدام دولار واحد لتوليد أكثر من دولار واحد من التأثير، إذا تصدينا للفقر، فإننا نعالج أيضاً مشكلة الوصول إلى الكهرباء، والعكس صحيح، وإذا أبدينا اهتماماً بمشكلة الكهرباء مع هدف الاستغناء عن الكربون، فإننا نواجه الفقر وتغير المناخ».

صحيح أنه ليست هناك «وصفة سحرية» تنطبق على جميع الدول، لكن «الخيارات مهمة» في رأي شتاينر الذي عمل مع 95 بلداً لتحديد بعض الأولويات بهدف تغيير نموذج النمو.

وبين هذه الأولويات، السياسات الهادفة إلى توفير وظائف لائقة، والاستثمارات لإقامة مدن مستدامة تؤمن الخدمات الأساسية، وصولاً أيضاً إلى بنى تحتية مقاومة للأزمات.

ولزيادة التوعية بأزمة المناخ، أضاءت ألف طائرة بدون طيار السماء بجوار مبنى الأمم المتحدة، تزامناً مع الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.