كشفت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) عن توقيع شراكة مع مجموعة إيدج الإماراتية الرائدة في مجال التكنولوجيا المتقدمة لاستخدام تقنية الطائرات بدون طيار المصنّعة محلياً في مواقعها البرية والبحرية.

وتأتي الاتفاقية في إطار جهود أدنوك الحثيثة لتقليل الانبعاثات والمساهمة في مكافحة التغيّر المناخي. فبموجب الاتفاقية، ستقوم شركة أبوظبي الاستثمارية للأنظمة الذاتية (أداسي)، وهي ذراع مجموعة إيدج للأنظمة ذاتية التحكم، بإعادة توظيف الطائرات بدون طيار التابعة لها لصالح أدنوك ليتم استخدامها في المواقع البرية والبحرية الخاصة بأدنوك.

وستقوم تلك الطائرات -المزودة بأحدث تقنيات التصوير- بالكشف عن تسربات الغازات الدفيئة ومراقبة العمليات والبنى التحتية في مواقع أدنوك، ما يساعدها على الحدّ من الانبعاثات الضارة، وتعزيز الأداء البيئي، والاستجابة الفورية لحالات الطوارئ، وتقليل الحاجة لنقل وتواجد المعدات والأفراد في بيئات العمل الأكثر خطورة.

مواكبة المستقبل

وتعليقاً على الاتفاق، قال الدكتور صالح الهاشمي، مدير دائرة الشؤون التجارية وتعزيز القيمة المحلية المضافة في أدنوك، إن تلك الشراكة المبتكرة تؤكد مدى التزام أدنوك بمسؤوليتها البيئية وحرصها على توظيف أحدث التقنيات لتعزيز جهود الحدّ من الانبعاثات.

من جانبه، أعرب جمعة الكعبي، الرئيس التنفيذي لشركة أداسي، عن ثقته بأن هذا التعاون المشترك سيدعم النقلة النوعية التي تشهدها أدنوك، إذ سيمكّنها من الحد من انبعاثات عملياتها وضمان مواكبة أعمالها للمستقبل.

أفعال لا أقوال

وتحرص شركة أدنوك على ترجمة وعودها البيئية إلى أفعال حقيقية على أرض الواقع.

ولتحقيق هدفها بخفض انبعاثاتها بنسبة 25 في المئة بحلول عام 2030 وتحقيق الحياد المناخي بحلول 2045، فقد أعلنت الشركة عن تخصيص نحو 55 مليار درهم (15 مليار دولار) بشكل أوّلي لتعزيز الاستثمار في الحلول منخفضة الكربون وخيارات الطاقة المبتكرة وتقنيات الحدّ من الانبعاثات، بالإضافة لتوطين سلاسل التوريد لديها والاعتماد بشكل أكبر على المنتجات محلية الصنع.

وتضاعفت قيمة مشتريات أدنوك المباشرة من المصنّعين المحليين بأكثر من ثلاث مرات منذ إطلاق مبادرة اصنع في الإمارات، بينما قررت الشركة تعجيل خططها لزيادة قيمة مشترياتها المحلية إلى 70 مليار درهم (19 مليار دولار) من عام 2030 إلى عام 2027.

وفي عام 2022، حققت الشركة خفضاً في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بلغ 4 ملايين طن، بفضل الحصول على 100 في المئة من الاحتياجات الكهربائية لعملياتها البرية من مصادر الطاقة النظيفة كالطاقة الشمسية والنووية.

التقاط وتخزين الكربون.. الأساس لمكافحة الانبعاثات

وفي إطار رحلتها نحو المستقبل، لا تترك أدنوك فرصة لتعزيز جهودها البيئية إلّا واستغلتها، فعلى هامش مؤتمر أديبك الدولي للطاقة المنعقد هذا الأسبوع في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وقّعت الشركة عدداً من الصفقات للمضي قدماً في تحقيق أهدافها المستدامة.

وخلال المؤتمر، أعلنت أدنوك عن اتفاق مع شركة أوكسيدينتال الأميركية لإجراء دراسة هندسية مشتركة لبناء أول منشأة للالتقاط المباشر للهواء خارج الولايات المتحدة بقدرة مليون طن سنوياً، والتي يمكن ربطها بالبنية التحتية الخاصة بثاني أكسيد الكربون التابعة لأدنوك لحقن وتخزين الغاز بشكل دائم في طبقات المياه المالحة الجوفية غير المستخدمة في عمليات النفط والغاز.

أدنوك تدرس بناء منشأة للالتقاط المباشر للهواء
أدنوك وأوكسيدينتال تدرسان بناء أول منشأة للالتقاط المباشر للهواء خارج الولايات المتحدة

كما أعلنت شركة بتروفاك البريطانية للخدمات النفطية خلال المؤتمر حصولها على عقد تزيد قيمته على 600 مليون دولار من أدنوك للغاز لتشييد وحدات في مصنع حبشان لالتقاط وتخزين الكربون في إطار جهود أدنوك لخفض انبعاثاتها.

وتعمل تقنيات التقاط وتخزين الكربون على إزالة غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن انبعاثات العمليات الصناعية وتخزينه في باطن الأرض.