تعهدت حكومة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، يوم الثلاثاء، ببناء محطات كهرباء جديدة تعمل بالغاز لتعزيز أمن الطاقة المتجددة، ما أثار انتقادات بشأن سياساته المناخية قبل الانتخابات العامة للعام الجاري، وفقاً لما ورد في وكالة الأنباء الفرنسية.

وأعلنت حكومة المحافظين، التي تهدف إلى تحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2050، في بيان لها أنها ستسعى إلى بناء محطات توليد الطاقة بالغاز لتجنب خطر انقطاع التيار الكهربائي.

قادت المملكة المتحدة الطاقات منخفضة الكربون مثل الطاقة النووية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح في استراتيجية لمكافحة فواتير الكهرباء والغاز المحلية المرتفعة للغاية، والتي ارتفعت بشكل صاروخي بعد غزو روسيا المنتج الرئيس لأوكرانيا في أوائل عام 2022، ما أدى إلى قطع إمدادات الغاز وتسبب في زيادة تكلفة أزمة المعيشة.

وقالت في بيان يوم الثلاثاء «لقد التزمت الحكومة بدعم بناء محطات جديدة لتوليد الطاقة بالغاز للحفاظ على مصدر طاقة آمن وموثوق للأيام التي لا تعمل فيها توقعات الطقس على تشغيل مصادر الطاقة المتجددة».

وأضاف سوناك، أن بريطانيا بحاجة للوصول إلى هدفها المتمثل في خفض استهلاك الطاقة بطريقة مستدامة.

من جهتها، حذَّرت وزيرة الطاقة البريطانية كلير كوتينيو من احتمال انقطاع التيار الكهربائي، بدون دعم الغاز لمصادر الطاقة المتجددة.

كان سوناك قد خفف العام الماضي من أهدافه الصفرية، وتحديداً عن طريق تأجيل فرض حظر على بيع سيارات البنزين والديزل لمدة خمس سنوات حتى عام 2035.

وأصدرت المملكة المتحدة أيضاً مجموعة من تراخيص التنقيب عن النفط والغاز الجديدة لزيادة إمدادات الطاقة في ظل الغزو الروسي على أوكرانيا.

لكن أخبار يوم الثلاثاء أثارت غضب المتحدث باسم حزب العمال إد ميليباند، الذي حث سوناك على رفع الحظر الفعلي الذي تفرضه المملكة المتحدة على توربينات الرياح البرية الجديدة.

وقال «نحن بحاجة إلى استبدال محطات حرق الغاز المتقاعدة كجزء من نظام الطاقة الخالي من الكربون، والذي سيشمل احتجاز الكربون ولعب الهيدروجين دوراً احتياطياً».

«لكن السبب وراء عدم قدرة المحافظين على تقديم الفواتير الأقل وأمن الطاقة الذي نحتاجه هو أنهم متخصصون في الفشل عندما يتعلق الأمر بمستقبل الطاقة النظيفة لدينا: الإصرار على الحظر السخيف على طاقة الرياح البرية، وإفساد مزادات طاقة الرياح البحرية، والفشل في كفاءة الطاقة».

وأثار إعلان الغاز أيضاً غضب دعاة حماية البيئة الذين يقولون إنه يتعارض مع الهدف العام للبلاد المتمثل في المساعدة في معالجة تغير المناخ.

وقال دوغ بار، مدير السياسات في منظمة السلام الأخضر في المملكة المتحدة، إن خطة الحكومة لتعزيز أمن الطاقة وتحقيق الأهداف المناخية هي جعل بريطانيا أكثر اعتماداً على الوقود الأحفوري ذاته الذي أدى إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

وأضاف أن «الطريق الوحيد لنظام طاقة منخفض التكلفة وآمن ونظيف هو من خلال جذب استثمارات خاصة ضخمة لتطوير مصادر الطاقة المتجددة وتحديث شبكتنا القديمة، لكن هذه الحكومة فشلت على كلتا الجبهتين».