وجدت دراسة أجراها معهد فايف جايرز المهتم بمكافحة تلوث البلاستيك أن 60 شركة عالمية فقط تسهم في أكثر من نصف التلوث البلاستيكي في كوكب الأرض، من بينها 6 شركات مسؤولة عن ربع هذا التلوث، وهي مجموعة ألتريا، وفيليب موريس، ودانون، ونستله، وبيبسيكو، وكوكاكولا.

وحذر الباحثون من أن زيادة إنتاج عبوات البلاستيك تقابلها زيادة في حجم النفايات البلاستيكية بالنسبة ذاتها .

كيف أجريت الدراسة؟

قام فريق دولي من المتطوعين بجمع وفرز أكثر من 1,870,000 عبوة من نفايات البلاستيك على مدار 5 سنوات من 84 دولة حول العالم، وكانت جميعها من عبوات الاستخدام الواحد المخصصة لتعبئة الأغذية والمشروبات ومنتجات التبغ.

ووجد الفريق أن نصف العبوات يعود لـ56 شركة كبرى في مجال السلع الاستهلاكية، منها 6 شركات مسؤولة عن نحو ربع تلك النفايات.

ومثلت شركتا التبغ ألتريا وفيليب موريس نحو 2 في المئة من العبوات، مقابل 3 في المئة لكل من دانون ونستله، و5 في المئة لشركة بيبسيكو، و11 في المئة لكوكاكولا.

مخلفات البلاستيك
محيطات العالم تكتظ بملايين الأطنان من النفايات البلاستيكية (رويترز)

وقال مؤلف الدراسة وأحد خبراء المعهد ماركوس إريكسون إن العلامات التجارية تميل لإلقاء اللوم على المستخدمين في زيادة حجم النفايات البلاستيكية، وهو ما رفضه ماركوس؛ إذ يرى أن الشركات هي المسؤول الأول عن الزيادة الهائلة في مستوى التلوث البلاستيكي من خلال خيارات التعبئة التي تستخدمها.

جهود غير مجدية

وعلى الرغم من أن العديد من الشركات المذكورة اتخذت إجراءات طوعية للحد من مساهمتها في التلوث البلاستيكي، فإن تلك الجهود لم تسفر عن نتائج ملموسة؛ إذ قفز معدل إنتاج البلاستيك بنحو الضعف منذ عام 2000، بينما تشير الدراسات إلى إعادة تدوير 9 في المئة فقط من هذا الإنتاج.

ووجدت دراسة فايف جايرز الأخيرة أن كل زيادة قدرها 1 في المئة في إنتاج البلاستيك يقابلها ارتفاع بـ1 في المئة أيضاً في مستوى التلوث البلاستيكي.

وعلى الرغم من أن بعض الخبراء يشككون في مدى دقة تلك النسبة، فإنها تدق ناقوس الخطر حول مستوى إنتاج البلاستيك حول العالم، وتؤكد الحاجة للتوصل إلى وثيقة دولية مشتركة تلزم جميع الدول بالتعاون للحد من هذه الظاهرة المتفاقمة.

وأشار تقرير، صدر الأسبوع الماضي عن مختبر لورانس بيركلي الاتحادي الأميركي، إلى أن إنتاج البلاستيك يتسبب في نحو خمسة بالمئة من الانبعاثات الضارة المسببة للاحتباس الحراري، وربما يرتفع المعدل إلى 20 بالمئة بحلول 2050 ما لم تُفرض قيود على إنتاجه.