تظاهر أكثر من ألف ناشط بيئي مجدداً يوم السبت، رفضاً لمشروع شركة تسلا توسيع مصنعها للسيارات الكهربائية القائم في غرونهايدي، على بعد ثلاثين كم جنوب شرق برلين، بحسب الشرطة.
ووسط انتشار كثيف للشرطة، رفع المتظاهرون الذين قدر المنظمون عددهم بألفي شخص لافتات كتب عليها «من أجل حياة أفضل بعيداً من الرأسمالية»، مع رسم سيارة كهربائية من إنتاج «تسلا» تحترق، واشتبك بعضهم مع الشرطة أثناء محاولتهم اقتحام المصنع.
وكان الناشطون المنتمون إلى جمعيات عدة تنادي بحماية البيئة، بدؤوا منذ الأربعاء الماضي تحركاً لأيام عدة عبر إقامة مخيم على مسافة غير بعيدة من المصنع.
وقالت الناشطة كاتيا كون (49 عاماً) لوكالة الأنباء الفرنسية إن «الناس الذين يعيشون هنا يخسرون وسائل بقائهم لأنهم باتوا يفتقرون إلى المياه الآمنة، نوعية المياه تسوء».
وأضافت «نعلم أيضاً أننا لم نعد نحتاج إلى سيارات كهربائية، وأن علينا التنقل باللجوء إلى وسيلة مختلفة تماماً».
وحاول متظاهرون، يوم الجمعة، اقتحام حرم المصنع، لكن الشرطة صدتهم، وأشار متحدث باسم قوات الأمن إلى سقوط جرحى من الجانبين.
ولم تستجب شركة تسلا، ولا الشرطة في ولاية براندنبورغ الألمانية، حيث يقع المصنع، لطلب «CNN» للتعليق.
لكن مالك تسلا الملياردير إيلون ماسك كتب في منشور يوم الجمعة على منصة إكس «لم يتمكن المتظاهرون من اختراق حدود السياج، لا يزال هناك خطان سليمان من السياج حول (المصنع)».
الاحتجاجات ضد توسع مصنع «تسلا» مستمرة منذ شباط فبراير من العام الجاري، إذ يدعو تحالف ديسرابت (Disrupt)، وهو تحالف من الجماعات المعلنة مناهضة للرأسمالية والتي نظمت الاحتجاج، إلى توفير «إمدادات المياه» في شكل سليم و«حماية فعلية للبيئة».
ويسعى ماسك إلى توسيع مصنع غرونهايدي بواقع 170 هكتاراً بهدف مضاعفة الإنتاج، بحيث يبلغ مليون سيارة كهربائية سنوياً.
وتقول ديسرابت إن خطط ماسك لزيادة الطاقة الإنتاجية لمصنع تسلا الوحيد في أوروبا إلى أكثر من الضعف من شأنها أن تلحق الضرر بالبيئة المحلية.
وتقول المجموعة إن التوسع سيتطلب تطهير مساحات واسعة من الغابات المحيطة وسيزيد من الضغط على إمدادات المياه المحلية، وخططت للاحتجاجات لمدة أربعة أيام بدأت يوم الأربعاء.
ويثير هذا المشروع استياء السكان والمدافعين عن البيئة، انطلاقاً من تهديده الغابة المجاورة ومساهمته في زيادة حركة السير في المنطقة.
وأظهر استطلاع محلي معارضة 60 في المئة من السكان للمشروع.
والمصنع المذكور هو الوحيد لشركة «تسلا» في أوروبا، وتناهز مساحته 300 هكتار ويعمل فيه نحو 12 ألف شخص.
وفي أوائل شهر مارس آذار الماضي، اضطرت شركة تسلا أيضاً إلى إغلاق المصنع في ذلك الوقت لمدة أسبوع، بعد اشتعال النيران في عمود كهرباء عالي الجهد الذي ينقل الطاقة إلى المصنع، وأعلنت مجموعة من الناشطين اليساريين المتطرفين مسؤوليتها عن هجوم الحرق المتعمد.