أبريل 2024 الأشد حراً بين نظرائه منذ بدء التسجيل، وهو الشهر الحادي عشر على التوالي الذي تسجل فيه حرارة قياسية على مستوى العالم، حسب ما أفادت بيانات الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي.

فهل سيتجاوز العام الحالي عام 2023 الذي أصبح صيفه الأعلى حرارة، ليس فقط منذ بدء السجلات بل الأكثر سخونة منذ نحو ألفي عام، وفقاً لبحث جديد نشرته دورية نيتشر العلمية الرائدة؟

وتسبب القيظ الشديد في صيف العام الماضي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية في حرائق غابات بمنطقة البحر المتوسط،​​ وانهيار طرق في ولاية تكساس بالولايات المتحدة، وإجهاد شبكات الكهرباء في الصين.

أبريل 2024

سجل متوسط درجة حرارة العالم في شهر أبريل مستويات أعلى بمقدار 1.32 درجة مئوية من متوسط درجات الحرارة في القرن العشرين البالغ 13.7 درجة مئوية، ما يجعله أبريل الأكثر دفئاً في سجل المناخ العالمي.

وكان الشهر الماضي أكثر شهور أبريل دفئاً في أميركا الجنوبية وثاني أكثرها دفئاً في أوروبا، في المقابل كانت أجزاء كبيرة من أستراليا والدول الإسكندنافية وشمال غرب روسيا أكثر برودة من المتوسط، وفقاً للإدارة الأميركية الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.

1648908

يناير إلى أبريل

صُنفت درجة الحرارة العالمية في الفترة منذ بداية العام حتى نهاية أبريل على أنها الأكثر دفئاً وسخونة على الإطلاق بين مثيلاتها، إذ كانت أعلى بمقدار 1.34 درجة مئوية فوق متوسط القرن العشرين.

وفقاً لتوقعات تصنيفات درجات الحرارة السنوية العالمية الصادرة عن المراكز الوطنية الأميركية للمعلومات البيئية، فمن المحتمل بنسبة 61% أن يكون عام 2024 هو الأكثر دفئاً على الإطلاق، كما أن احتمالات أن يصبح العام الحالي من بين السنوات الخمس الأكثر دفئاً منذ بدء التسجيل تصل إلى مئة بالمئة.

ظواهر مناخية غريبة

ولفتت الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي في تقريرها إلى بعض الظواهر المناخية الغريبة التي شهدتها الأرض خلال الشهر الماضي، ومن بينها السيول غير المسبوقة التي هطلت على الإمارات وسلطنة عمان.

وفي جنوب البرازيل، أسفرت الأمطار الغزيرة في أواخر أبريل ومطلع مايو عن سيول كارثية في ريو جراندي دي سول، ما أدى إلى تشريد الآلاف وسقوط عشرات القتلى وفقدان الكثيرين.

وكان الشهر الماضي ثاني أدفأ أبريل في أوروبا وأميركا الشمالية، وصنفت الفترة من يناير إلى أبريل على أنها الأدفأ بين مثيلاتها في أوروبا.

انكماش الغطاء الجليدي

وبالنسبة للغطاء الجليدي للبحار عند قطبي الأرض، فبلغ الشهر الماضي عاشر أصغر مستوياته منذ بدء التسجيل قبل 46 عاماً، وكان الغطاء الجليدي عند القطب الشمالي أقل من المتوسط بمقدار 80 ألف ميل مربع، وعند القطب الجنوبي أصغر من المتوسط بمقدار 290 ألف ميل مربع.

كما أن نشاط العواصف الاستوائية كان أقل من المتوسط في أبريل، فلم تتشكل سوى عاصفتين خلال الشهر، أي أقل من متوسط أربع عواصف في الفترة من عام 1991 إلى عام 2020.