قال فريق من العلماء، اليوم الجمعة، إن ظاهرة النينو المناخية ليس لها «أي تأثير» على الفيضانات واسعة النطاق التي أودت بحياة المئات في شرق إفريقيا هذا العام.
وقد أدت الأمطار الغزيرة في كينيا وتنزانيا والدول المجاورة إلى مقتل أكثر من 500 شخص وتشريد مئات الآلاف عندما جرفت الفيضانات المنازل وأغرقت الطرق خلال موسم الرياح الموسمية من مارس آذار إلى مايو أيار.
كما تعرضت المنطقة لفيضانات في أواخر العام الماضي أيضاً، حيث قال الباحثون إن نظام المحيط الهندي ثنائي القطب (IOD) -وهو نظام مناخي يحدده الفرق في درجة حرارة سطح البحر بين المناطق الغربية والشرقية من المحيط- أسهم في الفيضانات الغزيرة وهطول الأمطار.
وكان يعتقد أن كمية الأمطار هذا العام قد تضاعفت بسبب ظاهرة النينو، وهي ظاهرة مناخية ترتبط عادة بزيادة الحرارة التي تؤدي إلى الجفاف في بعض أجزاء العالم وأمطار غزيرة في أماكن أخرى.
ولكن بحسب دراسة نشرتها مجموعة إسناد الطقس العالمي يوم الجمعة، لم يعثر الباحثون «على أي دليل على أن ظاهرة النينيو أو ثنائي القطب في المحيط الهندي كان لأي منهما أي تأثير» على هطول الأمطار الغزيرة هذا العام.
وقد طورت شبكة العلماء أساليب تمت مراجعتها من قبل النظراء لتحديد الدور المحتمل للاحتباس الحراري في أحداث مناخية متطرفة محددة بسرعة.
قام العلماء بفحص بيانات الطقس ونماذج المناخ لمقارنة كيفية تغير أنماط هطول الأمطار من الآن حتى عصر ما قبل الصناعة، حيث سعوا لقياس تأثير تغير المناخ على الرياح الموسمية.
وقال الباحثون: «إن هطول الأمطار الغزيرة التي أدت إلى فيضانات مدمرة في كينيا وتنزانيا وأجزاء أخرى من شرق إفريقيا أصبحت أكثر كثافة، مع تغير المناخ كأحد العوامل الدافعة».
وغطت الدراسة «الحد الأقصى لهطول الأمطار لمدة 30 يوماً» خلال موسم الرياح الموسمية هذا العام، إذ أشار الباحثون إلى أن «هطول الأمطار الغزيرة سيستمر في الزيادة في المنطقة مع مزيد من الاحترار».
تحسين البنية التحتية
وحثت الدراسة الحكومات في المنطقة على تحسين البنية التحتية وحماية النظم البيئية لإنقاذ الأرواح ومساعدة المواطنين على مواجهة المخاطر المتزايدة للكوارث المناخية، خاصة في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان.
تعد شرق إفريقيا والقرن الإفريقي من بين المناطق الأكثر عرضة لتغير المناخ، على الرغم من أن مساهمة القارة في انبعاثات الكربون العالمية لا تشكل سوى جزء صغير من الإجمالي.
ولقي أكثر من 300 شخص حتفهم بسبب الأمطار والفيضانات في إثيوبيا وكينيا والصومال أواخر العام الماضي، بينما كانت المنطقة تحاول التعافي من أسوأ موجة جفاف تشهدها منذ أربعة عقود التي خلفت ملايين الأشخاص جوعى.
دعت دراسة أجرتها الرابطة العالمية للمياه حول فيضانات العام الماضي في شرق إفريقيا إلى التخلص التدريجي العاجل من الوقود الأحفوري وخفض الانبعاثات على مستوى العالم.
(أ ف ب)