أظهرت بيانات يوم الأربعاء أن الفحم أنتج أقل من 50 في المئة من كهرباء أستراليا في الأسبوع الأخير من أغسطس آب الماضي، إذ انخفض إلى أدنى مستوى قياسي مع ارتفاع إنتاج الطاقة المتجددة.
ووفقاً لمراقب السوق (Open-NEM)، تولدت 49.1 في المئة من الكهرباء في البلاد من الفحم، بينما شكلت مصادر الطاقة المتجددة 48.7 في المئة مع زيادة إنتاج الرياح بسبب العواصف.
لا يزال الفحم يمثل ثلث إنتاج الكهرباء العالمي، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، وبلغت الطلبات على هذا الوقود الأحفوري الذي يسهم في ارتفاع درجات الحرارة مستويات قياسية في عام 2022.
لكن لتحقيق هدف الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، يجب أن تتوقف جميع عمليات توليد الطاقة من الفحم دون تدابير للحد من الانبعاثات بحلول عام 2040، حسب ما أفادت وكالة الطاقة الدولية.
كما تظل أستراليا واحدة من أبرز الدول المصدرة للفحم والغاز في العالم، واعتمدت بشكل كبير على الوقود الأحفوري لتوفير الطاقة.
لكن خبير تمويل المناخ تيم باكلي قال إن الأرقام القياسية لشهر أغسطس آب كانت نتيجة للطقس القاسي وبداية دافئة للربيع، ما أدى إلى تقليل الطلب على الشبكة بنسبة تصل إلى 20 في المئة.
تجاوزت سرعة الرياح 150 كيلومتراً في الساعة (93.2 ميل) في جنوب شرق البلاد، ما أدى أيضاً إلى مضاعفة إنتاج الرياح المعتاد تقريباً.
«إن حصة الفحم كمصدر لتوليد الكهرباء منخفضة بشكل تاريخي في سوق الطاقة الأسترالية، لكنها أيضاً علامة على الاتجاه الذي نتجه إليه»، قال باكلي لوكالة فرانس برس.
وأضاف «لن تمر سوى بضع سنوات من الآن حتى يصبح الفحم لا يسهم تقريباً في شيء».
وحتى عام 2000، كان أكثر من 80 في المئة من الكهرباء في أستراليا تولد من الفحم، لكن هذا الرقم شهد تراجعاً كبيراً منذ ذلك الحين.
استثمار الطاقة المتجددة
مع إغلاق معظم محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في أستراليا والبالغ عددها 16 محطة في السنوات المقبلة، تتسابق الحكومة والصناعة للاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة.
كشفت كانبرا يوم الأربعاء عن ستة مشاريع بطاريات ستُبنى في جنوب أستراليا وفيكتوريا، والتي ستوفر ألف ميغاواط من التخزين بحلول عام 2027.
وفي الشهر الماضي، وافقت على خطط لإنشاء مزرعة شمسية ضخمة ومزرعة بطاريات قادرة على تلبية الاحتياجات المحلية وتصدير الطاقة إلى سنغافورة.
قال وزير الطاقة كريس باوين إن الانتقال إلى الطاقة المتجددة سيحدث لأن «المناخ يطالب بذلك، والواقع الاقتصادي يفرضه»، مضيفاً «يجب علينا تنفيذ حلول معقولة الآن، وليس بعد عقد أو عقدين، لضمان تلبية احتياجات أستراليا من الطاقة».
قال باكلي إنه على الرغم من أن استثمار أستراليا في هذا القطاع كان ينمو، إلا أنه لا يزال متأخراً عن دول أخرى.
وأضاف «لقد تجاوزت الصين أستراليا في مجال الطاقة المتجددة. إذ إنها تستثمر ما يقرب من تريليون دولار أسترالي (671 مليار دولار) سنوياً في التكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة».
وأضاف باكلي «ما تضيفه الصين من سعة جديدة للطاقة المتجددة في أسبوع واحد، تضيفه أستراليا في عام».
في الأسبوع الماضي، حذرت الهيئة التنظيمية للطاقة في أستراليا من أن الاستثمار المستمر في سوق الطاقة المتجددة ضروري لتجنب انقطاع التيار الكهربائي في العقود القادمة، إذ من المتوقع أن يرتفع الطلب بشكل كبير.