يضرب الإعصار ميلتون ولاية فلوريدا الأميركية بعد أيام من الإعصار هيلين الذي أحدث دماراً في العديد من الولايات، إذ أصبحت العواصف المدارية أكثر تواتراً وقوة وتكلفة، وبلغت تكلفة الأعاصير التي ضربت أميركا منذ عام 1980 حتى أغسطس 2023 نحو 2.6 تريليون دولار.
وتظهر البيانات أن إعصار ميلتون قد يعيق الناتج المحلي الإجمالي ربع السنوي ويحد من خفض البطالة في أميركا.
الأعاصير تضرب أميركا
الإعصاران هما أحدث علامة على أن الأعاصير أصبحت أكثر تواتراً وشراسة، كما أنها تضرب النمو الاقتصادي على الأقل في الأمد القريب.
وقال عالم المناخ في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بأميركا، آدم سميث «الأعاصير هي الحدث المناخي الأكثر تكلفة الذي يؤثر على الولايات المتحدة تاريخياً».
وأظهرت بيانات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أن الولايات المتحدة شهدت 363 كارثة مناخية بقيمة 2.6 تريليون دولار في الفترة من 1980 إلى أغسطس 2023.
تكلفة الأعاصير على الاقتصاد الأميركي
وشكلت تكلفة الأعاصير 1.3 تريليون دولار أو ما يقرب من نصف التكلفة الإجمالية بمتوسط 22.8 مليار دولار لكل عاصفة،كما قفز عدد الأعاصير التي ضربت البر الرئيسي للولايات المتحدة من 12 بين عامي 1961 و1970 وبين عامي 1971 و1980، إلى 18 بين عامي 2001 و2010، و19 بين عامي 2011 و2020.
وقال محللو جيفريز في مذكرة هذا الأسبوع إن الإعصار هيلين تسبب في دمار يقدر بنحو 34 مليار دولار، ويهدد ميلتون بالتسبب في أضرار تقدر بعشرات المليارات من الدولارات أيضاً.
بلغت تكلفة إعصار هارفي في عام 2017 وإعصار إيان في عام 2022 ما يقدر بنحو 159 مليار دولار و119 مليار دولار لكل منهما، فيما بلغت تكلفة إعصار كاترينا 200 مليار دولار في عام 2005.
تغير المناخ والأعاصير
وقال سميث إن الأعاصير أصبحت أكثر تكلفة لأن كمية وقيمة الأصول المعرضة لأضرار العواصف قد زادت.
وأضاف عالم المناخ أن تغير المناخ -درجات حرارة سطح المحيط الأعلى تغذي الأعاصير الأقوى، والهواء الأكثر دفئاً يحمل المزيد من الأمطار- أدى إلى المزيد من هطول الأمطار وزيادة خطر حدوث عواصف عاتية وزيادة فرصة التكثيف السريع.
في السياق نفسه قال خبير المناخ لدى جامعة بنسلفانيا، مايكل مان إن العواصف أصبحت أكثر شدة مع ارتفاع بنحو 10 في المئة في الرياح القصوى المستدامة في المتوسط، ما أدى إلى «زيادة بنحو 33 في المئة في الإمكانات التدميرية».
قبل أن يصل إعصار ميلتون إلى اليابسة، قال محللون في أكسفورد إيكونوميكس في مذكرة إن نحو 2.8 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة يقع في مسار الإعصار.
وقد قدروا أن عاصفة من الفئة الخامسة قد تخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي في الربع الرابع بنسبة 0.14 نقطة مئوية، من 2.3 في المئة متوقعة إلى أقل من 2.2 في المئة، وخفض تصنيف ميلتون إلى الفئة الثالثة قبل أن يضرب فلوريدا.
قال كبير خبراء الاقتصاد الأميركي لدى أكسفورد، ريان سويت «بالنسبة لميلتون، ستتأثر قطاعات السياحة والتجارة والنقل».
إعادة البناء بعد الأعاصير
تشير بعض الأبحاث إلى أن التكاليف الاقتصادية للأعاصير تعوض إلى حد كبير من خلال جهود إعادة البناء التي تليها.
يمكن لجهود إعادة البناء التي تعقب إعصاراً واحداً أن تدعم بشكل غير مباشر ما يقرب من 248 ألف وظيفة وتولد أكثر من 17 مليار دولار من دخل العمالة وتسهم في أكثر من 30 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي، وفقاً لشركة إمبلان المتخصصة في البيانات الاقتصادية.
وقالت إمبلان إن كل دولار ينفق على إعادة البناء عقب الأعاصير يولد 1.72 دولار في الاقتصاد؛ ما يفيد القطاعات التي تتراوح من البيع بالتجزئة والإسكان إلى الخدمات المصرفية وتكرير النفط.