شهدت صحاري جنوب شرق المغرب أمطاراً غزيرة أعادت أمل حصول سكان هذه الواحات السياحية وزوارها على الماء بعد سنوات من الجفاف وارتفاع درجات الحرارة بسبب أزمة تغير المناخ الاستثنائية.
تأتي هذه الأمطار بعدما عانى المغرب خلال الأعوام الأخيرة من جفاف حاد بلغ أوجه في عام 2023 الذي كان الأكثر جفافاً على الإطلاق منذ 80 سنة على الأقل، وشهدت البلاد عجزاً في سقوط الأمطار بلغ نحو 48 في المئة، مقارنة بمتوسط الأمطار في سنة عادية، وفق تقرير أخير للمديرية العامة للأرصاد الجوية.
وقال المرشد السياحي يوسف آيت شيغا «نحن جداً سعداء بعد الأمطار الأخيرة» بينما كان يقود مجموعة من السياح الألمان للتنزه في بحيرة ياسمينة الممتدة عند سفح كثبان رملية، علماً أن هذه البحيرة ظلت جافة منذ عام 2016، وفق شهادات سكان محليين.
وعلى الصعيد المحلي، تمكّنت هذه الأمطار النادرة من رفع مخزون بعض السدود وإنعاش المياه الجوفية ولو جزئياً، بينما تتطلب العودة إلى الوضع الطبيعي تساقط أمطار بنحو منتظم على مدى طويل، وفق خبراء.
تُعدّ الأمطار قضية وطنية في المغرب، إذ ما يزال نمو الاقتصاد مرتهناً بأداء القطاع الزراعي، الذي يوظف نحو ثلث السكان النشيطين، فيما تعتمد المملكة على تحلية مياه البحر لإنقاذ المدن الأكثر تضرراً، من العطش.
أزمة تغير المناخ
تُعدّ بلدان شمال إفريقيا عموماً من بين الأكثر تأثراً بالإجهاد المائي، وفق مركز الأبحاث في قضايا البيئة «وورلد ريسورس انستيتيوت»، والذي يتزايد بسبب أزمة تغير المناخ.
وتتوقع المديرية العامة للأرصاد الجوية أن تصبح مثل هذه الظواهر المناخية الاستثنائية متواترة أكثر فأكثر، مرجعة ذلك جزئياً إلى تأثيرات التغير المناخي.
وتوضح الباحثة في المناخ فاطمة دريوش لوكالة فرانس برس أن «كل المعطيات تشير إلى أن ما حدث علامة على تغير المناخ، لكن من الصعب حسم الموضوع في هذه المرحلة إذ يجب القيام بدراسات، ومن الضروري إعطاء الوقت الكافي للبحث».
(أ ف ب)